إذا كانت الرباط العاصمة الإدارية و الدارالبيضاء العاصمة الاقتصادية للمغرب قد حظيتا بترامواي لتقريب و تسريع تنقل المواطنين بتكلفة أقل و بشروط السلامة و الأمن و الراحة ، فإن طنجة القطب الإقتصادي الثاني في المغرب و معبر الملايين من المغاربة و الأجانب كل سنة تفتقد لخدمات نقل ترامواي، فساكنة طنجة و خاصة الذين لا يتوفرون على السيارات الخاصة و يضطرون للتعايش مع وسائل النقل العمومي المهترئة و التي تهدد سلامتهم كل يوم ضاقت بهذا الوضع الذي لا يليق بمدينة تتواجد في منطقة جغرافية استراتيجية يزورها و يمر منها شخصيات العالم من كل الجنسيات و تنظم بها مهرجانات و مؤتمرات دولية ذات طابع اقتصادي و ثقافي .. . لقد حان الوقت ليجتمع أعضاء مجلس عمالة طنجةأصيلة و أعضاء مجلس الجماعة الحضرية لطنجة ليتداولوا في مشروع ترامواي طنجة، و يبحثوا عن مصادر التمويل لتكون طنجة بعد سنتين على الأكثر تتوفر على هذه الخدمة الرفيعة و التي تسترجع الكرامة المهدورة للمواطنين و التلاميذ و الطلبة عند ركوبهم في حافلات متقادمة و متهالكة و بدون أدنى شروط السلامة و الأمن و يكون دائما التأخر عن العمل و الدراسة. و باعتبار أن طنجة بها بعض الهضاب و المرتفعات فإنها تتواجد بها منخفضات و مسالك منبسطة تمتد و تنتشر على سائر مساحة مدينة طنجة، فيمكن أن يكون خط رابط ينطلق من قنطرة واد الشاط قرب بحيرة الملالح بملابطا و يمر بالشاطئ حتى مرقلة و يستمر في اتجاه الزياتن و بوخالف و أشقار ، و خطوط أخرى تمر من ساحة جامعة الدول العربية في اتجاه اكزناية و أخرى في اتجاه مشلاوة و أخرى في اتجاه الدريسية و العوامة و هكذا يتم تغطية سائر مدينة طنجة بخطوط رئيسة ستسهل على المواطنين و التلاميذ و الطلبة التنقل بكيفية سريعة و بتكلفة أقل و بتوفر كامل لشروط السلامة و الأمن و الراحة ، هذا المطلب يبدو صعب التحقيق لكنه أساسي و أصبح ملحا و ضروريا و عاجلا و لا ينتظر سنوات أخرى من هدر الزمن للمواطنين في انتظار حافلات تهدد حياتهم يوميا. الغريب هو أن القطار الفائق السرعة تم الإعلان عنه بمدينة طنجة بينما هذه المدينة مازالت تحت رحمة حافلات تحصد الأرواح باستمرار لغياب العناية الميكانية و تهور السائقين تنتج عنه الحوادث المميتة. لا يمكن أن تبقى طنجة متخلفة عن الرباط و الدارالبيضاء و هي الواجهة المغربية و الإفريقية و المغاربية على أوربا و هي بمثابة مرآت لباقي مدن و حواضر المغرب ، و ترا مواي طنجة ليس ضرورة للظهور أمام الأجانب بمسايرة العصر بل ضرورة اجتماعية لواقع يومي فيه من المعانات ما يجعل المواطنين يصابون بالإحباط و ضياع ساعات لأجل التنقل من منطقة لأخرى و من مقاطعة لمقاطعة في زمن السرعة و العولمة و التكنلوجيا الحديثة ، و إذا كان برنامج التأهيل الحضري يولي العناية بالشوارع و بالبنيات التحتية الأساسية فإن من الأولويات الملحة هو الشروع في وضع مشروع ترامواي طنجة ليكون في الموعد في غضون سنتين يغطي كل تراب الجماعة الحضرية لطنجة و يمتد لجماعة اكزناية و العوامة و الجوامعة ...