بسم الله الرحمان الرحيم مرحبا بك مجددا قارئ العزيز قارئتي الفاضلة ، أشكر لكم قراركم الحكيم في قراءة هذه المقالة التنموية الموسومة ب" قوة التغيير " . بداية أشكر كل الإخوة الذين شاركونا بتعليقاتهم الرائعة في المقالة الأولى و تمنياتنا لهم بالتوفيق و النجاح في مختلف جوانب حياتهم. تحدثنا سابقا عزيزي القارئ عن أهمية التغيير ، و قلنا أن التغيير الحقيقي هو تغيير قناعاتنا السلبية عن الذات و الآخرين بقناعات إيجابية تصل بنا إلى تحقيق كل ما نأمله في هذه الحياة ، لماذا تغيير القناعات هي الأساس ؟ لأنها المسؤولة عن الأحاسيس و الأخيرة مسؤولة عن السلوك فهي منظومة مترابطة متكاملة في صناعة الواقع السلبي أو الإيجابي للشخص. نضيف إلى ما قلناه في المقالة الأولى أنه لإحداث تغيير حقيقي و فعال لا بد من معرفة أهم المبادئ في التغيير من وجهة نظري الخاصة و هما: 1- أن التغيير ينبع من النفس البشرية ابتداءا لقوله تعالى " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " . 2- أن التغيير يلزمه عمل جاد و متواصل و مستمر مع الزمن ، فالذي يرغب في التغيير و لا يطبق ما يسمعه أو يقرأه من معلومات قوية في التنمية الذاتية و غيرها فلا يتوقع النتائج. انطلاقا من هذين المبدأين نقول إذا كنت راغبا في النجاح و السعادة فأنت المسؤول عن نجاحك و سعادتك بالدرجة الأولى ، هل تعلم أن غير الناجحين يعيشون في دائرة الإسقاطات ، حتى يحملوا غيرهم ما هم فيه من فشل و ضياع و غير ذلك ، فهم دائما ضحايا الآخر كائن من كان هذا الآخر، علماء الاجتماع يقولون أن أولى مراحل حل أي مشكلة هو الاعتراف بوجود المشكلة، و إيماني بأني المسؤول هو الخطوة الأساس نحو التغيير الفعال . بقرائتك لهذه المقالة نعتبرك ممن قررت أن تتحمل مسؤولية حياتك ، لأن الناجحين المتميزين هم من قرروا ذلك و أن يكونو هم التغيير الذي ارتأوه في مجتمعاتهم ، و جعلوا من الآية الكريمة شعارهم " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" ، و سعو إلى ذلك سعيهم إيمانا منهم بقول الشاعر :" و ما نيل المطالب بالتمني " و استجابة منهم لقوله تعالى حين قال " و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله". بعد الانتهاء من قراءة هذه المقالة خذ و رقة و قلما - لأننا قلنا الذي لا يطبق لا يتوقع النتائج- و اجلس في مكان هادئ خال من المقاطعات لدقائق معدودات وتابع الخطوات التالية: 1- حدد القناعة السلبية التي تريد التخلص منها و اكتبها. 2- اسأل نفسك متى وجدت لدي هذه القناعة؟ 3- من المسؤول عن إيجاد هذه القناعة لدي؟ 4- كيف تحد هذه القناعة من تحقيق أهدافي؟ 5- متى كانت أصعب فترة عانيت فيها بسبب هذه القناعة؟ 6- استشعر المشاعر التي تشعر بها و أنت تجيب عن الأسئلة. حبذا لو تشاركونا بذكر أهم المشاعر التي استشعرتموها أثناء التمرين ، و نحن إن شاء الله سنسعى من خلال المقالة القادمة للإشارة إلى النتيجة الحتمية لهذا التمرين ، إلى أن ألقاكم لكم مني أسمى عبارات الحب و التقدير .