https://www.facebook.com/elMayssa سواء تحدثت عن مشاكل الرجل أو حقوق المرأة أو هفوات السياسة أو عيوب المجتمع، دائما يطالب القارئ بالحل، ويلح على الوسيلة، ويسائل عن الطريقة للخروج من كل هذا. ولذلك، فكرت في حل، ووجدت الحل. ربما سيفهمه البعض، ربما سيبدو للبعض فلسفة فارغة، وربما سأبدو للبعض مجنونة بعض الشيء. لكني اعتمدت في هذا الحل البسيط المختصرعلى آية من القرآن، وأيضا على نفس طريقتهم! لن أخبركم من، لأني لا أنوي من خلال هذا الموضوع فتح باب النقاش حول المؤامرة مجددا. فقد سئمنا منها! أليس كذلك؟ مرة أخرى، وأعتذر من قرائي العلمانيين الأوفياء الذي لا يتركون مقالا إلا وتجرعوه كلمة كلمة، لكن حديثي، مرة أخرى، موجه فقط للمسلمين المومنين الذين يومنون بآية: "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"، ليس إقصاء والله، ولكن البرهنة لا يمكن أن ترتكز إلا على قواعد متفق عليها، فإن اختلفت القواعد فسد المنطق ولم نصل إلى حل. أيضا، حتى يكون أساس المقال حول هدف خلقتنا ووجودنا من العدم، وهو عبادة الله الواحد الأحد، ورفع كلمة الحق، والعودة للكتاب والسنة في كل صغيرة وكبيرة من أمور الدنيا والآخرة مصداقا لقوله تعالى: "فلا وربك لا يومنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا فى أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما". فيما مختصره، ما جاء في الآية الكريمة، والتي لا يفهم معناها إلا من بلغ بقلبه الإيمان الصادق الحقيقي: "قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين" صدق الله العظيم. *** والحل إخواني المسلمين للم شتات هذا الدين، ورفع ركائزه ودعمها وتثبيتها هو الآية الكريمة: "لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم". وهذه الآية الرائعة يأتي معناها في منحيين: منحى أن لا يغير الله ما بقوم من خير ورخاء إلا أن يكفروا بنعم الله فيقلب حالهم إلا سوء والعياذ بالله. ومنحى أن لا يغير الله ما بقوم من بلاء وابتلاء إلا أن يعودوا إلا ما أنزل الله عليهم من سنة وشرائع فيغير حالهم إلا خير وعافية. يجب أن نتحول أولا، قبل أن نحول العالم من حولنا. يجب أن نتحول قبل أن نحول مجرى الأحداث. ولنتحول مما نحن عليه إلى ما يجب أن نكون، يجب أن نعرف الصورة الأصل لما يجب أن يكون، ونعلم مدى قدراتنا والطاقات المتوفرة حولنا، ثم نصنع الطريقة والطريق ونبدأ في التحول. 1 ما يجب أن نكون، يعتمد على حس المسلم في فهم معنى الوسطية والاعتدال، خصوصا في زمننا هذا حيث السائد مغاير لما كان عليه الناس في عهد الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام. فهناك من يطبق العبادات ويتخلق بخلق القرآن سلوكا ومنهجا وفكرا ورؤية، لكنه يلازم المجتمع في تقلباته وتوجهاته مأكلا ومشربا وملبسا ومأوى وحديثا وفهما، فيجد بإتلافه مع المجتمع معنى الوسطية، وهناك من يعود في طريقة عيشه كاملة إلى ما كان عليه سلف المسلمين ويبقي اندماجه مع المجتمع بابتسامة. كل واختياره ما دمنا على شريعة القرآن والسنة النبوية في الحلال والحرام مجتنبين الشبهات واللغط. وهنا رسم صورة "ما يجب أن يكون" يُفترض أن تُوحد المسلمين صفا واحدا لا أن تفرقهم. وبهذا فإن القاعدة أن كل ما فرق المسلمين فهو شبهة يجب اجتنابها مادام الحلال بين والحرام بين. 2 ثم نأتي إلى قدراتنا على تحقيق الصورة، ولا نختلف أننا كمتحدثين للغة العربية سواء عربا أو أمازيغا، نملك نعمة من نعم الله حيث لا نحتاج لمترجم ولا لمفسر لنفهم القرآن والسنة، وتبقى العودة إلى العلماء وكتب الشرح حين لا نعلم مصداقا لقوله تعالى: "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون". يعني أن أداة التواصل متاحة بين أيدينا، يتوجب علينا فرضا تعليمها لمن لا يعلمها حتى نوفر له قدرة فهم الدين. هذا الفهم، وأما التطبيق، فلا جدل طبعا في الحلال والحرام، وفي الشبهات وصغار الذنوب نجد قول المصطفى الحبيب عليه أفضل السلام: "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر". ويبقى الإيمان ودرجاته إلى الإحسان والزهد والفضل كل حسب استطاعته. فالإسلام دين يسر، لا دين مشادة وعسر. 3 الطاقات المتوفرة حولنا ثلاث: على المحور القريب على المحور المتوسط على المحور البعيد الطاقات المتوفرة حولنا على المحور القريب: هي الحل، وهي التي سأختم بها المقال لأشرح كيفية عملها. هي طاقات إيجابية إن وحدنا الهدف والطريقة: مسلمون نريد أن نصل إلى صورة المسلم القدوة، على أن تظل أيدينا متحدة. *** الطاقات المتوفرة حولنا على المحور المتوسط معتدلة: علمانيون ضد ليبراللين ضد أحزاب إسلاميين تحت قبة ملكية تضمن إسلامية الدولة بإمارة المومنين. وللحفاظ على هذه الطاقة المعتدلة علينا الدفاع عن هذه الملكية، لأننا لن نحصل على نظام يدافع عن إسلامية البلد ولو صوريا في هذه الفترة "زمن فتنة الدجال" حتى وإن نزل ملَك رسول ليحكمنا، وسبب هذا هو الطاقة المتوفرة على المحور البعيد والتي سآتي على ذكرها. والتي تضغط لمنع أي أنظمة حكم تحافظ على الإسلام. ثم للحفاظ على إسلامية المعتقد يجب التصويت على حزب ذي قاعدة إسلامية. وهكذا سنضمن حكومة معتدلة حتى وإن مالت كفة أصحابها إلى مشاريعهم الليبرالية. كما أن حكومة بقاعدة إسلامية تحيط إمارة المومنين بشرعية أكثر وأضمن اتجاه الشعب، الذي يعلم أن باقي الأحزاب رغم إسلامية إعلاناتها إلا أنها ليبرالي إلى حد الفسوق، وهو ما يفقد مصداقية بند في الدستور يقر بأن الإسلام هو الدين الرسمي للدولة بينما الحكومة علمانية فاسقة!!! اختيار حزب مسلم القاعدة هو الأنسب للمرحلة. *** الطاقة المتوفرة على المحور البعيد منقسمة إلى: طاقة العالم العربي الإسلامي، هذا إنْ بقي إسلاميا، فمع هاته الثورات أغلب الدول ستتحول إلى دول علمانية، وهو اتجاه عكس اتجاه التحول الذي نريده. لكن قوة التوحد العربي قد تساعد على تماسك البنية فالمعتقد رغم اختلافنا معهم لأسسنا الأمازيغية. ثم طاقة العالم اللادنيني، وهي طاقة سلبية ضاغطة، تشكل التيارات الخارجية التي تريد تقسيمنا من الداخل. والتي وكما قلت سابقا تحاول جاهدة عبر إحداث ثورات وانقلابات تحويل العالم بأسره إلى عالم لاديني تحكمه سياسة توسعية مقولبة في صفة ديمقراطية، تنهب وتسلب وتأخذ، وفي المقابل تمنح حرية الجنس دون رقابة في رداء حقوق الإنسان والحريات الفردية. *** الطريقة: في المحور القريب أي فينا نحن: إن التحمنا بالطريقة المثالية، يدا في يد، بفهم عميق للدين الإسلامي، فنبتعد عن الغلو والتسيب ونرد بعضنا البعض ونشد علي أيدي بعضنا ونوجه بعضنا ونسامح الأخطاء ونتقي الشبهات ونستر الأعراض ونساعد عند الطلب.. ونزيل الغل والأحقاد ونغض البصر ونهدي بحسن المعاملة والإخلاص والابتسامة والعون والعفو والصدقات.. وغيرها من سلوكيات إنسانية إسلامية سمحة، نعود إليها أولا فنلف بعضنا البعض حولها، سنشكل نواة قوية صعبة الاختراق، نواة بإشعاعات إيجابية، بجاذبية تقرب أمثالنا فيشتد التوحد وتتسع الخلية، وتقذف بعيدا الطاقات السلبية فتعود على نفسها فتندثر. يمكن على المدى البعيد، تشكيل هاته النواة بالالتحام اجتماعيا بالصحبات الصالحة. وأيضا، أمام الشباب فرصة إحداث هذا الالتحام عبر الزواج باختيار الشريك الأنسب، والتربية الصالحة، وتكوين العائلة المسلمة الحقة نواة المجتمع. واختيار الجيران من عائلات صالحة، والأصدقاء والزملاء، وتثبيت الترابطات الإنسانية، وهكذا يتشكل المجتمع الصالح. *** والطريق الوحيد المؤدية إلى هذا الالتحام الآن، هي تجمعات على أرض الواقع، كما قلت سابقا وأنا أعي ما أقول، ولست حالمة ولا مثالية، ولا بعيدة عن الواقع، إنما هو الواقع بعينه، إنشاء جمعيات. كمدارس الحديث، ودور القرآن، وجمعيات إنسانية.. جمعيات المرأة والأسرة والطفل والشباب والرجل وجمعيات الغذاء والتعاونيات والشبيبات الرياضية والثقافية.. وكل نوع من أنواع الجمعيات فإني متيقنة، أن الجمعيات المدنية، تلك التي تسمعون عنها لكن للأسف لا تقوم بعملها، إن اتسمت بطابع إسلامي، أنا متيقنة، تمام اليقين، بل إني مؤمنة أنها طريق الخلاص لهذا البلد، من مأزق اللادين، من مأزق تردي الأخلاق، من مأزق الشتات السياسي بين الشعب ونوابه وحاكمين، من مأزق انحدار الثقافة والأدب. لو فقط أجد آذانا صاغية مصدقة: هي الجمعيات الجمعيات ولا شيء غيرها. هذه الجمعيات ستساعد على القيام بخطة فعالة، أولا التوعية، ثانيا التوجيه، ثالثا سد الخلل في عمل المؤسسات، رابعا إحداث صحوة جماعية، خامسا زيادة الإحساس بالمواطنة، سادسا إحداث إحساس بالأمان الجماعي، سابعا وأهم شيء تثبيت العقيدة. أيضا، الجمعيات المدنية ستقوم بدور مهم جدا، يمكننا القيام به الآن كأفراد ريثما يتم تنظيم هاته الجمعيات وإنشائها، وهذه الكلمة هي كلمة جد جد مهمة في طريقنا إلى التحول، وهي: "الترويج". نعم، أصدقائي، يجب أن نروج لديننا، لفكرنا، لعقيدتنا، لسلوكنا، لمشروعنا التحولي. يجب أن نروج لبلدنا، لوجوهنا، لأشكالنا، لملامحنا، لتوجهاتنا، كما روجوا هم لأنفسهم وسلعهم وأفكارهم فطغت واستعمرت سلميا باقي الثقافات. يجب أن نروج لنظرتنا للجمال، لرؤيتنا للخلق، لفهمنا للحريات، يجب أن نعمل جاهدين لنشر أفكارنا، وتوزيعها، وتضخيمها، وتعليمها، والتصريح بها، الاستدلال بها وعليها. لا نيأس أبدا، فالترويج للدين طريقة مضمونة، والترويج للفكر مقاومة للفكر الآخر وخطر عليه. يجب أن نروج لأنفسنا ما استطعنا وما حيينا ولا نمل أبدا. أتمنى أن لا يبدو مقالي هذا ضربا من جنون. هذا الحل مني ومنكم التبيان مايسة