"شعرة واحدة.. ثانية واحدة.. حركة بسيطة.. كل هذه التفاصيل التي لا نلقي لها بالا، قد يكون لها أحيانا كثيرة تأثير كبير على حياتنا. بل قد تغير حيواتنا إلى الأبد، وبشكل كامل. ترددّ على بعد ملمتر واحد قد يحول دفة مركب الحياة إلى اتجاه لم نكن نعلمه". مقتطف من رواية "على بعد ملمتر واحد فقط" أو "زهراليزا" للكاتب الطنجاوي عبد الواحد استيتو الذي تمكن في ظرف وجيز جدا من حفر اسمه في رحاب الأعمال الروائية الجميلة. عبد الواحد استيتو المزداد بعروس الشمال طنجة عام 1977، الصحفي والكاتب الذي بصم اسمه في منابر إعلامية عدة محلية، وطنية، ودولية أيضا، إذ عمل كصحفي ومحرر إلكتروني منذ سنة 2000، ولج بعد ذلك للعمل كمدير تحرير الأخبار بموقع البوابة العربية لتقنية المعلومات. استيتو فاز بمجموعة من الجوائز نظرا لكفاءته وتميزه في المجال الأدبي، فاز في سنة 2001 بجائزة المبدعون الإماراتية للرواية وفي سنة 2005، وفاز كذلك بجائزة اتحاد كتاب المغرب للقصة القصيرة للشباب. ولأن احلام هذا المبدع لا تحدها السماء، دخل استيتو سنة 2013 غمار ' الرواية التفاعلية '، من خلال إطلاق روايته "على بعد ملمتر واحد" في موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، لاقت استحسان قارئيها، ما ادى به إلى تجميع فصول الرواية في كتاب واحد. وصل صدى هذا العمل البديع، بتتويجه في أبريل الماضي بجائزة ' الإبداع العربي ' في إمارة دبي، نظير ايقونته" على بعد ملمتر واحد". واصل الروائي نحته في صخر الإبداع، هذه المرة سنة 2015، إذ قام بإصدار روايته التفاعلية الثانية على التوالي والتي أطلق عليها "المتشرد"، هو الإصدار الثاني الذي أخد نفس منحى سابقه. الطنجاوي رغب في جعل بيئته قضية للكتابة، فكتاباته تكشف للقارئ درجة حبه لمدينته الأم، إذ تحتل مدينة طنجة حيزًا هامًا ضمن كتابته، وعليه يستعد استيتو لإطلاق ثالث عمل روائي له بعنوان "طينجو"، إذ ستكون كأول رواية تفاعلية على شكل تطبيق ذكي. ليكون بذلك عبد الواحد استيتو واحدا من الروائيين القلائل الذين تدرجوا خطوة بخطوة، وبصموا ولا يزالوا على أعمال إبداعية جديرة بالمتابعة والقراءة.