للأطفال والصبيان في مدينة طنجة، طقوس خاصة خلال ايام عيد الاضحى، فبالاضافة الى مشاركتهم الرمزية في الانشطة المنزلية خلال هذه المناسبة، فان لهم عادتهم الخاصة اما داخل نطاق البيت او على مستوى الحي. ويلتئم اطفال الاسرة او الجيران، حول وجبة خاصة بهم يتم اعدادها خلال الأيام الثلاثة التي تلي يوم النحر، تسمى "عشاوة"، وهي عبارة عن طبق من اللحم يقوم هؤلاء الاطفال باعداده وطهيه على الفحم، وسط اجواء احتفالية يسودها المرح الطفولي بمختلف تجلياته. تبدا عملية اعداد "عشاوة"، باحضار كل طفل لقطعة لحم وبعض التوابل اللازمة لعملية الطهي التي تتم في "طاجين" يناسب حجمه عدد افراد للمجموعة التي ستشترك في الوجبة. تؤكد "الحاجة نعيمة"، أنها منذ بضع سنوات وهي تحرص على جمع احفادها الستة حول هذه الوجبة التي يقومون باعدادها تحت اشرافها المباشر وبإرشادات منها. وبحسب هذه السيدة ذات الستينات من العمر، فإن مشهد احفادها المتحلقين حول "عشاوة"، يضفي على البيت اجواء من الحبور والفرح، ما يجعلها تعد العدة الخاصة بهذه اللحظة في كل سنة. وتعود نعيمة بذاكرتها الى سنوات طفولتها في حي مبروكة بمدينة طنجة، حينما كانت تشترك مع صويحباتها انذاك في طقوس مماثة لهذه التي يحيها احفادها اليوم. وتصف اجواء تلك الفترة بأنها كانت "مسرارة بزاف". تتحلق اربعة صبيات في أحد جنبات حي "ارض الدولة" الشعبي، حول مستلزمات تحضير "عشاوة" في ثالث ايام عيد الاضحى. وسط هذه المجموعة، تبدو "رؤى" في غاية السعادة بالنظر الى اختيا "الطاجين" الذي اشترته لها امها، من اجل اعداد وجبة هذا المساء مع بنات الحي. ويحرص تجار لوازم عيد الاضحى في مختلف اسواق طنجة، على تموين تجارتهم بكميات مهمة من اواني الفخار "الطاجين" من الحجم الصغير، لادراكهم باقبال كثير من الاسر على اقتنائها لفائدة أطفالهم. وبالرغم من ان الاقبال على هذه المعروضات لم يعد كالسابق، حشب تأكيدات بعض الباعة، الا ان العديد من الاسر تصر على المحافظة على اقتناء لوازم "عشاوة" التي توارتها عن اجدادها وتحرص على نقلها الى ابنائها.