بعد ان تميزت الاربعين سنة الأولى من عمر موسم اصيلة الثقافي الدولي، بتطوير بنية ثقافية حديثة، ما تزال هذه التظاهرة الفكرية الثقافية بتعاون مع شركائها على راسهم جماعة اصيلة، تحمل معها المزيد من المشاريع الثقافية والاجتماعية لفائدة هذه المدينة الصغيرة. وتتوفر مدينة اصيلة، حاليا على ثلاث مرافق ثقافية، تعتبر من ثمرات استمرارية الموسو الثقافي الدولي الذي بلغ هذا العام سنته الاربعين، ويتعلق الامر بمركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية، ومكتبة الامير بندر بن سلطان، اضافة الى قصر الثقافة. بنيات ثقافية جديدة وبحسب توفيق لوزاري، نائب رئيس جماعة اصيلة، فإن "الجماعة راهنت منذ انطلاق أشغال موسم أصيلة الثقافي الدولي قبل أربعين سنة ، على بناء مؤسسات لاستضافة فعاليات هذا العرس السنوي في أصيلة، كما راهنت على استمراريته.". وأكد لوزاري في تصريحات صحفية على هامش جولة تفقدية لمجموعة من المشاريع أنه " جاء الدور للتفكير في إحداث مؤسسات أخرى فنية، مثلا متحف أصيلة الذي يوجد في طور البناء وسيتم انتهاء الأشغال في شهر نونبر المقبل". وأضاف أنه سيتم أيضا تشييد أكاديمية الفنون وفتحها في وجه طلبة الماستر المتخصصين في الفنون ، فضلا عن مجموعة من المؤسسات التعليمية ، بلغ عددها حاليا خمس مؤسسات ، مشيرا إلى أن هذه المشاريع كلها هي بتمويل من مؤسسات مالية خليجية (صندوق ابو ظبي للتنمية ، والصندوق السعودي للتنمية ، صندوق الكويت للتنمية) وبعض الأشخاص الذاتيين. ومن شأن هذه المشاريع ان تعزز ريادة مدينة اصيلة في الجانب الثقافي والفكري، بعد ان كان لتوالي دورات الموسم الثقافي، فضل كبير في توفير بنية ثقافية تفتقدها الكثير من المدن الكبرى. ثمرة 40 سنة ففي سنة 2006 افتتحت أصيلة رسميا أهم فضاءاتها الثقافية وأكثرها أناقة. يتعلق المعطى، بمكتبة الأمير بندر بن سلطان للوسائط المتعددة، التي تعد من أفضل المراكز الوسائطية بالمغرب. وإلى جانب مكتبة الأمير بندر، يستقبل مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية، ندوات وعروض المنتدى الثقافي، وكان لعدد من الأدباء والمثقفين والسياسيين، الذين حضروا مواسم أصيلة، ارتباط وجداني بهذا المكان، لعله بلغ أقصى تجلياته مع الكاتب السوداني الراحل الطيب صالح، الذي لا زال كرسيه المفضل في القاعة الكبرى يحمل اسمه. ويؤكد مدير المركز، عادل نويبة، أن مدينة أصيلة تعد قبلة للأنشطة التي تضاعفت منذ أن غدت لها بنية ثقافية قيمة، فالمركز الذي يديره، على سبيل المثال، يحتضن في المتوسط خمسة أنشطة أسبوعيا بشكل مجاني. ويقول نويبة، في حديث لطنجة 24، إن توفر المدينة على بنيات ثقافية متطورة ساهم في منحها إشعاعا ثقافيا دوليا. مضيفا أن مؤسسات وجمعيات تأتي من الرباطللاستفادة من فضاءات المركز، وهو إنجاز يحسب، حسب المتحدث نفسه، إلى مؤسسة المنتدى، خاصة إذا ما علمنا أنه، قبل تأسيس جمعية المحيط سنة 1978، كانت المرافق الثقافية منعدمة