تعاني ساحة تافيلالت في بني مكادة من إهمال متواصل، بعدما تحولت من فضاء حيوي بالحياة إلى نقطة سوداء تعكس الهشاشة التي تطبع أحد أكبر أحياء طنجة. وتقع الساحة عند ملتقى شارع مولاي سليمان، حيث تعرف حركة مكثفة من المارة والساكنة، ما جعلها سابقًا مركزًا للحياة الاجتماعية لسكان أحياء مبروكة وبئر الشعيري وأرض الدولة. لكن غياب أي تدخل من الفاعلين والمسؤولين المؤسساتيين، على رأسهم المجلس الجماعي ومقاطعة مغوغة، جعلها تفقد دورها كفضاء عمومي، وفق شهادات عدد من سكان المنطقة. في وسط الساحة، التي كانت تتزين بنافورة جمالية، لم يبقَ سوى مساحة مهجورة تعج بالنفايات وتتحول مع حلول الليل إلى ملجأ للمشردين ومدمني المخدرات، في ظل غياب أي تدخل يعيد الاعتبار لهذا الفضاء الحضري. وبالقرب من المباني المتآكلة، حيث تتكدس الأزبال في زوايا الأرصفة المتشققة، يقيم بعض المشردين تحت أغطية بلاستيكية مهترئة، في مشهد يعكس المفارقة بين الدينامية العمرانية التي تعرفها بعض مناطق المدينة والهشاشة التي ما زالت تطبع بعض أطرافها. "كانت هذه الساحة ملتقى للساكنة ومتنفساً للمنطقة، لكنها تحولت إلى نقطة سوداء لا تليق بمدينة بحجم طنجة"، يقول أحمد، أحد سكان حي أرض الدولة المجاور، متسائلاً عن أسباب الإهمال الذي طال هذا الفضاء العمومي. وتؤكد تقارير جمعوية أن الساحة فقدت طابعها الجمالي نتيجة "غياب الصيانة والتدبير المحكم، مما أدى إلى تآكل النافورة وتحولها إلى نقطة مهجورة". ورغم مكانة منطقة بني مكادة ضمن برنامج "طنجة الكبرى" الذي انطلق سنة 2013، إلا أن ساحة تافيلالت لم تحظَ بأي تدخل، وسط غياب توضيحات رسمية حول وضعها في خارطة المشاريع، ما جعلها تتحول من نقطة التقاء اجتماعي إلى فضاء مهجور، وسط مخاوف السكان من أن استمرار الإهمال قد يحولها إلى بؤرة غير آمنة. ويقول سعيد، وهو صاحب محل تجاري قرب الساحة، إن الوضع الأمني أصبح مصدر قلق، مشيراً إلى أن "المنطقة تحتاج إلى إعادة تنظيم وتأهيل حتى تستعيد دورها". وينتظر سكان الحي تحرك السلطات المحلية لوضع حد لهذا الإهمال، في وقت تتزايد فيه الدعوات لإدماج الساحة ضمن مشاريع التأهيل الحضري.