أدى المصلون بمساجد مدينة طنجة، مساء السبت، أولى ركعات صلاة التراويح، إيذانا بحلول شهر رمضان المبارك، في أجواء إيمانية سادها الخشوع والتضرع. وعرفت مختلف المساجد توافداً كثيفا للمصلين الذين حرصوا على أداء هذه الشعيرة الدينية في مستهل الشهر الفضيل، حيث امتلأت المصليات وساحات التوسعة، وسط ترتيبات تنظيمية لضمان انسيابية الدخول والخروج. وبدا لافتا، حرص أئمة التراويح على الالتزام بتلاوة القرآن الكريم برواية ورش عن نافع، عملاً بتوصية المجلس العلمي الأعلى، تأكيداً على خصوصية الهوية الدينية الوطنية التي تميز المغاربة. وسجلت المساجد الكبرى بالمدينة، مثل مسجد محمد الخامس ومسجد السوريين ومسجد طارق بن زياد، إقبالاً واسعاً، مما استدعى تعزيز التدابير التنظيمية بمحيطها، بتنسيق بين لجان السهر على تدبير شؤون المساجد والسلطات المحلية والمصالح الأمنية، لتأمين تنقل المصلين وتيسير حركية المرور. كما تم توفير تجهيزات صوتية إضافية داخل بعض المصليات لضمان وصول صوت الإمام إلى جميع الحاضرين. وشهدت بعض المساجد تقديم دروس وعظية عقب صلاة العشاء، تطرقت إلى فضائل شهر رمضان وأهمية اغتنامه بالطاعات، في إطار البرنامج الديني الذي تشرف عليه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية خلال هذا الشهر المبارك. وتزامناً مع انطلاق صلاة التراويح، سجلت الأسواق المجاورة للمساجد نشاطاً متزايداً، حيث أقبل المواطنون على اقتناء المستلزمات الغذائية الخاصة بالإفطار والسحور، فيما شهدت محلات بيع الحلويات والمواد الاستهلاكية إقبالاً لافتاً، في سياق العادات التي ترافق استقبال الشهر الكريم. كما مددت بعض المحلات التجارية ساعات عملها إلى ما بعد أداء صلاة التراويح، استجابة للإقبال المتزايد خلال هذه الفترة من الليل. ويواصل المصلون أداء شعائرهم في المساجد طيلة الشهر الفضيل، حيث يُرتقب أن تختتم التراويح بختم القرآن الكريم في العديد من المساجد الكبرى، وفق تقليد دأب عليه المغاربة في العشر الأواخر من رمضان، وسط أجواء روحانية يحضرها أئمة ووعاظ يشرفون على تلاوة دعاء الختم، في مشهد يجمع بين التضرع والتقرب إلى الله.