تحل مناسبة عيد الفطر السعيد في مدينة طنجة، لتتوج أجواء من القدسية والروحانية التي ميزت أيام شهر رمضان المبارك، وشكلت التقاليد والعادات الاجتماعية كونا اساسي لها. هي مناسبة كما لها استعدادات مادية واقتصادية، فإنها أيضا حافلة باستعدادات نفسية واجتماعية، كاختيار عبارات مباركة بالنجاح والسعادة، وانتقاء كلمات بعناية من دعوات ومتمنيات بطول العمر والصحة والحج والزواج.... فما أن يعلم الجميع بأن الضيف الحامل ﻹحدى فرحتي الصائم، حتى تنطلق التبريكات التي توارتتها الأفواه الطنجية واعتادت سماعها، ك "العواشر مبروكة..الله يدخلا عليك بالصحة و العافية"، وعبارة " الله يجعل البركة في العائلة ورب الأسرة"، و"رمضان مبارك كريم بكل ما تتمناه". عبارات التهاني التي تنطلق بمجرد ثبوت هلال شوال، هي امتداد لما يتم ترديده خلال ايام وليالي شهر رمضان في مدينة تضحى أمسياتها الأولى بمثابة خلية نحل، لتصبح المكالمات الهاتفية والرسائل النصية المباركة بحلوله على الأهل والأسر أشبه بالفرض، ناهيك عن دعوات وأماني يلجأ إليها الأصدقاء بنسخها ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي. وبحسب الإعلامي والكاتب، عثمان بنشقرون، فإن تشكيلة التهاني والتبريكات التي يستعملها الناس خلال المناسبات الدينية والاجتماعية مثل شهر رمضان وعيد الفطر، تندرج ضمن الأجواء التضامنية التي تسود بين فئات المجتمع المختلفة، التي تشمل بروز بعض العادات والتقاليد والمسلكيات الخاصة بهذا الشهر التي تكاد تصبح طقسا من طقوس العبادة. ويعتبر بنشقرون في حديث لجريدة طنجة 24 الإلكترونية، أن الكثير من العادات والتقاليد التي ما تزال راسخة إلى يومنا هذا، كانت سائدة منذ القديم في طنجة. غير أنها تعرف الآن تغيرات سوسيوثقافية سريعة عميقة تمس بالأساس بنية الأسرة المغربية. ويضيف الكاتب والإعلامي، أن من حسنات هذه المناسبات أنها تعيد ترميم أهم قيمة اجتماعية في طريق الزوال، ألا وهي اجتماع أفراد الأسرة والعائلة في ساعة واحدة على مائدة واحدة. في وقت تعتبر أجواء رمضان كما عهدناها منذ مدة أصبحت باهتة وهي ذاهبة إلى الزوال. التبريكات بحلول هذا العيد المبارك، في الأحياء العتيقة تتعزز بتبادل اطباق الحلويات بين الجيران ، لتستمر الزيارات فيما بينهم فيخرج كبار هذا الحي ليباركوا للحي المجاور وينتظرون في اليوم التالي ذاك الحي ليبادلهم التهنئة. كل هذه التهاني و الدعوات و التبريكات تمر في جو من البشر والحبور إلا لدى الأسر التي فقدت منذ قريب أحد أعضائها وعزيزا عليها، عند ذلك يكون رمضان مناسبة لتجديد العزاء والدعاء له بالرحمة ومغفرة الذنوب.