جاء لينقذ اتحاد طنجة من التعرض لخطر النزول الى القسم الثاني، عقب سلسلة من النتائج المخيبة التي لازمته في عهد المدرب السابق الزاكي بادو، لكنه سرعان ما سار بفارس البوغاز ليجوس به الميادين، ويرتقي الى الصدارة التي حافظ عليها حتى نهاية الموسم، ليدخل تاريخ الاندية المتوجة من بابه الواسع. هو ادريس المرابط، أصيل مدينة طنجة، او ابن الدار كما يلقبه عشاق ومحبي فريق اتحاد طنجة، الذين وجدوا فيه الرجل المخلص من لعنة النتائج السلبية التي ارتبطت بفترة المدرب السابق بادو الزاكي، بعد ان اعاد ضبط بوصلة فارس البوغاز، في اتجاه الابتعاد عنه عن اي احتمال الهبوط الى منطقة الخطر، لكن مثابرته وروحه الغيورة على المدينة وفريقها، دفعت الرياح لتأتي بما تشتهيه سفينة اتحاد طنجة. فمنذ تسلمه لزمام التأطير التقني لفريق اتحاد طنجة، نجح ادريس المرابط في تحقيق فوز على فريق شباب أطلس خنيفرة، خلال الدورة التاسعة للبطولة، كان هو الاول له بعد سلسلة نتائج مخيبة، كان ضمنها أربع هزائم، ليمضي قدما في اعادة الامال للجماهير، فكان ان حصد 13 انتصارا، ضمنها ثمانية متتالية. ورغم هذه الصحوة الكبيرة التي تحولت فيما بعد الى طفرة بوأت فريق اتحاد طنجة، صدارة البطولة، لم يكن المدرب ادريس المرابط، يبدي اي طموح لنيل اللقب، بل ذهب في واحدة من المناسبات الى درجة التصريح بان “البطولة عندها الناس ديالا”، في الوقت الذي تؤكد فيه مصادر قريبة من داخل النادي، ان هذه التصريحات الاعلامية كانت في واد سحيق، وما كان يقوله المدرب للاعبي الفريق في جبل عال بالهمة والرغبة في التحدي. وربط العديد من المراقبين، اصرار المرابط على تفادي التعبير عن حلم نيل اللقب، في رغبته عدم اثارة اي نوع من الضغط النفسي والمعنوي على اللاعبين وكذا الجمهور التواق ﻹنجاز تاريخي كان يبدو الى وقت ليس بالطويل صعب المنال. صعوبات واخفاقات وكذلك نجاحات، كانت حصيلة ادريس المرابط، خلال فترة لا تكاد تكفي حتى لترتيب الاوراق من طرف مدرب آخر، كما يقول العديد من المتتبعين، الا انه نجح في تحقيق ما عجز عنه مدربون آخرون، كانت ادارة النادي قد وضعت رهن اشارتهم، امكانيات ووسائل اكبر من تلك التي توفر عليها ابن الدار. لكل هذا وذاك، يبقى الاطار المحلي، ادريس المرابط، في نظر جمهور اتحاد طنجة، وعموم المتتبعين للشأن الرياضي في المغرب وخارجه، جديرا بحمل لقب “رجل المهمات الصعبة”.