ما تزال اشكالية المحاولات التي يقوم بها قاصرون مغاربة، للهجرة الى اوروبا بطريقة غير شرعية، تثير اهتمام اوساط اعلامية في مختلف دول العالم، فقد افردت صحيفة “لومند” الفرنسية، تقريرا جديدا عن هذه الظاهرة، موردة معطيات صادنة بشأنها. وانطلقت الصحيفة الفرنسية الواسعة الانتشار، من حكاية طفل مغربي ينحدر من مدينة الناظور، من اجل تحقيق رغبته في الهجرة غير الشرعية الى اسبانيا. وبحسب المنبر الاعلامي الفرنسي، فان الطفل اسامة (15 سنة)، الذي يوجد في حالة تشرد بشوارع مدينة طنجة، يمني نفسه بمستقبل زاهر في أوروبا. وتورد الصحيفة نقلا عن القاصر المغربي، أنه ” في المغرب لا يوجد عمل، وبعد خمسة أيام سأكون في إسبانيا”. ويمضي التقرير الفرنسي في ابراز ان حالة أسامة شأنها شأن آلاف من القاصرين المغاربة ينتشرون في محيط ميناء طنجة كما في محيط مختلف المنافذ الحدودية البحرية، في مسعى لاقتناص فرصة لمغافلة الاجراءات الامنية الحدود، والتسلل إلى باخرة أو الاندساس داخل شاحنة متوجهة إلى الضفة الشمالية لمضيق جبل طارق. وفي هذا الصدد، قدرت “لومند” عدد القاصرين المغاربة الموجودين في حالة تشرد، بنحو 25 ألف، نسبة كبيرة من بينهم يجولون في شوارع طنجة، في انتظار فرصة سانحة للوصول الى الاراضي الأوروبي. وتعليقا على الموضوع، يرى رئيس جمعية “طفلي” الناشطة في مدينة طنجة، إسماعيل العشيري، أن “ظاهرة هجرة القاصرين المغاربة تعود إلى تسعينيات القرن الماضي”. وأضاف العشيري، في حديث لجريدة طنجة 24 الالكترونية، أن “تلك الفترة عرفت توافد أعداد كبيرة من الأطفال المغاربة على بلدان أوروبية تتميز بقوانين توفر حماية قانونية خاصة بالقاصرين”. وأوضح أن “الظاهرة، التي عادت بقوة خلال السنوات الأخيرة، ناجمة عن أسباب عديدة، مثل الفقر وضعف الحماية القانونية والاجتماعية، إضافة إلى الإقصاء الاجتماعي وهشاشة المؤسسة العائلية، والاعتقاد السائد في المجتمع والمنقول للقاصرين بأن الجنة والخلاص في أوروبا”. ومضى قائلا إن “الكثير من هؤلاء القاصرين، الذين ينجحون في الوصول إسبانيا ويقضون سنوات في مراكز الإيواء، يتم ترحيلهم إلى بلدهم عند بلوغهم سن الرشد، بسبب اقترافهم تجاوزات قانونية غالبا”. وختم الناشط الجمعوي، بالتحذير من مخاطر عديدة تحف رحلة هؤلاء القاصرين بقوله إن “كثيرا من هؤلاء الأطفال يقعون ضحايا لإدمان المخدرات والاستغلال الجنسي، وقد يتم استدراجهم من جانب شبكات الاتجار بالبشر والأعضاء”.