– متابعة على مدى الأيام الثلاثة الماضية، عاشت مدينة طنجة، على أريج الفن الأندلسي وايقاعات موسيقى الآلة، من خلال فعاليات الدورة التاسعة للملتقى الوطني لهواة الطرب الأندلسي، التي اختمت أمس الأحد، بإحياء تقليد “النزاهة” المعروف ايضا ب”الاصباح الاندلسي”.وتميزت دورة هذه السنة التي حملت ثيمة “اندلسيات طنجة”، بنكهة خاصة من خلال الاحتفال بالذكرى الستين لتأسيس أول جمعية لهواة الموسيقى الاندلسية بالمغرب، إلى جانب دعوة نخبة من رواد هذا النمط الفني العريق للمشاركة، وتكريم أحد عمالقة هذا الفن العريق بالمغرب، ويتعلق الأمر بالحاج أحمد بيرو.وقد تم إحياء سهرات هذا الملتقى المنظم من طرف جمعية “نسائم الاندلس لهواة الموسيقى الاندلسية”، من طرف مجموعة من أشهر فرق الموسيقى الأندلسية في المغرب، حيث كان موعد الجمهور الغفير الذي مﻷ فضاء القاعة الكبرى للمركز الثقافي “أحمد بوكماخ”، مع أداء بهيج لجوق المرحوم عبد الكريم الرايس من مدينة فاس برئاسة الفنان محمد أبرويل ومشاركة الفنانين عبد الفتاح بنيس وعزيز العلمي، من خلال تقديم شذرات من نوبة “عراق العجم”.كما اذهلت مجموعة “روافد موسيقية” برئاسة الفنان عمر المتيوي، جمهور الملتقى، من خلال عزف على مقامات متعددة من بينها ميزان نوبة “غريبة الحسين”.وكان جمهور الملتقى، خلال اليوم لثاني لهذه لتظاهرة، قد حلق في سفر فني من خلال وصلات قدمتها مجموعة الطرب الغرناطي بالرباط، تحت اشراف جوق الفنان أمين الدبي ومشاركة الفنانة بهاء الرندة وجمعية الطرب الغرناطي بوجدة. فيما ألهبت مجموعة اخوان الفن الموسيقية بقيادة سفير الفن الروحي مروان حاجي، منصة الملتقى من خلال معزوفات وقصائد تراثية، تفاعل معها الجمهور الغفير بحرارة لافتة.وانطلقت فعاليات الملتقى يوم الخميس الماضي، بتنظيم ندوة حول المدرسة الوكيلية بعنوان “مولاي أحمد الوكيلي كعلم من أعلام الموسيقى التراثية وبصمة العشر سنوات إقامة بطنجة”، بمشاركة الاساتذة محمد مصطفى الريسوني ورذاذ الوكيلي وأحمد المروش وحاتم الوكيلي، إلى جانب معرض صور للراحل، وتوقيع كتابي “المتن الشعري للطرب الأندلسي” و”الإحاطة في أنغام غرناطة”.في كلمة بالمناسبة٬ ثمن رئيس جمعية نسائم الأندلس أحمد كنون جهود مختلف عشاق الموسيقى الأندلسية من أجل الحفاظ على هذا التراث الفني٬ مضيفا أن الجمعية تهدف إلى النهوض بهذه الموسيقى العريقة بين صفوف الشباب عزفا واستماعا وتكريم الأعلام الكبرى لهذا الفن فضلا عن المساهمة في الإشعاع الثقافي لمدينة طنجة.وذكر بأن المهرجان يسعى إلى تحقيق نوع من المواكبة الفنية والثقافية للأوراش التنموية الكبرى التي تشهدها مدينة طنجة على كافة الأصعدة، بالإضافة إلى إبراز مؤهلات مدينة البوغاز على مستوى الموسيقى الأندلسية. مبرزا هذا الملتقى بمثابة إطلالة على ربيع تتجدد فيه نسائم الأندلس بسماء مدينة طنجة”.