معاناة مزدوجة تلك التي يعيشها سكان حي “بوحوت 1” الواقع داخل النطاق الترابي لمقاطعة بني مكادة. فبعد ان تعالت مطالبهم طويلا لتغطية مجرى مائي يخترق حيهم، بات تناسل بنيات عشوائية فوق مساحات عمومية، ينذر بوضعهم تحت حصار خانق.ويمتد مجرى مائي لمسافة طويلة وسط ازقة حي “بوحوت 1” الآهل بكثافة سكانية عالية يضطر معه المواطنون الى استنشاق هواء مشبع بالروائح الكريهة، نتيجة تراكم النفايات في قعرهاوفوق احدى المساحات المجاورة لهذا المجرى المائي، انتصبت بنايتان تم تشييدهما حديثا، على نحو اغلقت منفذا كان سكان الحي يستعملونه كطريق يتيح لهم تجاوز قناة الصرف الصحي.”سكان الحي يفتقدون ممرا آمنا بعد ان تم تشييد هاتين البنايتين فوق مساحة مخصصة لطريق عمومية”، يقول أحد سكان حي “بوحوت 1″ وهو يشير الى بنايتين تبدوان في طور الانجاز. ويضيف هذا المواطن في حديث لجريدة طنجة 24 الالكترونية ” منذ 10 سنوات ونحن نوجه نداءاتنا ومراسلاتنا الى جميع المسؤولين لكن بدون جدوى”.ويتمثل مطلب ساكنة الحي، حسب هذا المتحدث، في وضع حل عاجل للوضع المزري الذي يعيشونه، من خلال تغطية هذا المجرى المائي واستغلاله كطريق للمرور الآمن، بعد ان تم البناء فوق جميع القطع الارضية الفارغة، بما فيها اراضي كانت مخصصة كمساحات خضراء واخرى لطرق عمومية.تنتشر اكوام من النفايات المنزلية تعبث وسطها عدد من الحيونات الضالة، على حافتي المجرى المائي، كما لم يسلم قعر الوادي من تراكم ازبال مختلفة، تصاعدت معها روائح نتنة، يضطر معها العابرون من الممرات المتاحة الى استنشاقها بشكل يومي رفقة اطفالهم واسرهم.”اننا محاصرون هنا في حي بوحوت”، يصف احد السكان معاناة ابناء حيه في ظل الوضع الراهن. ويضيف متحدثا لطاقم طنجة 24 “كما ترى الطريق الوحيدة التي كنا نستعين للمرور منها على مدى عقود تم البناء فوقها وهم يستعدون للبناء فوق ما تبقى منها”. ومن بين التصريحات التي استقتها الجريدة من قاطني هذا الحي، يرسم “عبد الرزاق”، حسب التسمية التي قدم نفسه، صورة سوداوية للحالة البنيوية والصحية وسط هذا التجمع السكني بالقول “السكان المجاورون للوادي غير قادرين على فتح نوافذ منازلهم تفاديا لاستنشاق المزيد من الروائح الكريهة، وتجنّبا لإصابة أطفالهم بأية أمراض محتملة.”.ويؤكد هذا المواطن، أن منازل السكان، باتت مسرحا لغزوات أنواع مختلفة من الحشرات الضارة، خاصة البعوض والذباب، بالإضافة إلى الجرذان التي تتسلل عبر المجاري المائية المرتبطة بدورات المياه، انطلاقا من هذا الوادي.