تحولت طنجة في ظرف عقد من الزمن و أصبحت مدينة تضاهي أجمل المدن المتوسطية في بنيانها و شوارعها و مساحاتها الخضراء .وهذا بالطبع يرجع الفضل إليه أولا للوالي محمد حصاد الذي قام بتوسيع الشوارع وتجميل الكورنيش و الممرات و المدينة القديمة ,رغم أن المجال البيئي و المساحات الخضراء لم يكن يهتم بها كثيرا.ثانيا للوالي محمد اليعقوبي الذي أعطى أولوية قصوى لنظافة المدينة و تمشيط كامل لكل المساحات المهملة و تحويلها للمساحات الخضراء التي لا نجد لها مثيلا حتى في اسبانيا ,و أصبحت مدينة طنجة بالفعل مدينة صديقة للبيئة, لكن الذي لم يتم الحسم فيه و إعطاؤه الأولوية هو المطرح البلدي الخطير صحيا و بيئيا ومازال المطرح في مكانه بمغوغة محاطا بعشرات الآلاف من الساكنة و بأكثر من عشر مؤسسات تعليمية توجد بمحيطه داخل مساحة كلمترين .ثم أن بحيرة واد المالح بملابطا لم يتم تحويلها لمنتزه بيئي و ترفيهي بمواصفات دولية .,هذا إلى أنه لم يتم إحصاء المآثر و المعالم التاريخية و المواقع الطبيعية و التاريخية و العمل على تأهيلها و الحفاظ عليها ,و تم تدمير بعض معالم طنجة ,و أحس خلالها الطنجاويون بأن جزءا من جسمهم أو كبدهم قد تمزق و اندثر وكان الأمر له وقع سيء جدا على نفسية مليون طنجاوي بدون استثناء.نعم لتصبح مدينة طنجة مدينة بمواصفات عالمية و نطمح لتتحول لمدينة ذكية ,لكن يجب الحفاظ على هويتها و تاريخها من خلال إعادة بناء معالمها التي تهدمت برج البلايا و بوابة المرسى و قصبة غيلان و فيلا هاريس ….ثم إعادة تركيب النجمة الخماسية قرب ساحة الروداني و التاج بساحة فرنسا لأنهما يعبران على أن المغرب دولة مملكة .و كذلك ما الجدوى من مدينة بمواصفات حديثة دون مراحيض عمومية محروسة و التي كانت على عهد طنجة الدولية و إبان العقود الأولى من الاستقلال .بالطبع الوالي اليعقوبي له بصمات على مدينة طنجة و بفضل توجيهات الملك و سيشهد له التاريخ بذلك ,لكن لا بد من العناية بهوية و تاريخ طنجة , و إلا سنكون أمام أعشاب و شوارع و عمارات بدون روح و بدون هوية و بدون نكهة و تفتقد للأسطورة و الجاذبية التي تميزت بها هذه المدينة التي تجمع ساكنة وزوار قادمين من كل حدب وصوب من أكثر من مائة جنسية و من كل الأقاليم والمدن و المناطق المغربية.