تشكل دار الأطفال بوزان نموذجا ساطعا للدعم المتكامل الذي تقدمه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لدعم تمدرس أطفال العالم القروي، من خلال تدخلات متعددة الأبعاد تشمل الجوانب التربوية والاجتماعية. فخلال المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، استفادت دار الأطفال بوزان من سلسلة من المشاريع الرامية إلى تأهيل بنياتها وتحديث أجهزتها ودعم تسييرها لتوفير كافة الظروف المواتية لإيواء وتغذية وتدريس والعناية بأطفال العالم القروي، الذين قادتهم الظروف إلى الانتقال إلى المدينة لمواصلة مشوار دراسي واعد. في هذا السياق، أشاد رئيس الجمعية الخيرية الإسلامية الوزانية التي تأسست سنة 1956، المشرفة على تسيير مؤسسة الرعاية الاجتماعية دار الأطفال وزان، مصطفى مهدي، بالدعم "المهم والقيم" للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي ساعدت المؤسسة كثيرا على مدى السنوات الأخيرة، مبرزا أنه "لولا الاعتمادات التي استفادت منها المؤسسة ضمن المبادرة لكان من الصعب عليها الارتقاء بخدماتها وتحديث تجهيزاتها في كل المرافق". في هذا السياق، أكد مصطفى مهدي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن دار الأطفال وزان، التي تعتبر مؤسسة اجتماعية توفر خدمات متكاملة للأطفال المتمدرسين المنحدرين من العالم القروي، استفادت على مدى السنوات الأربع الماضية من سلسلة من مشاريع الدعم في إطار المبادرة، مكنتها من الارتقاء بجودة الخدمات المقدمة. وبالفعل، فقد استفادت دار الأطفال سنة 2019 من مشروع تهيئة ممول في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لإنجاز أشغال تأهيل لاستعادة رونق البناية، كما تم سنة 2022 الحصول على تمويل من المبادرة بقيمة تصل إلى 110 آلاف درهم، مكن من تجهيز قاعة متعددة التخصصات واقتناء عتاد بيداغوجي متكامل لتسهيل مهمة الدعم التربوي لفائدة نزاء الدار. وخلال سنة 2024، حصلت المؤسسة الاجتماعية أيضا على دعم وصل إلى 150 ألف درهم مكن من إعادة تجهيز المطبخ والمطعم عبر اقتناء تجهيزات حديثة تساهم في الارتقاء بجودة الطعام المقدم لفائدة نزلاء الدار، الذين يناهز عددهم حوالي 60 طفلا متمدرسا من العالم القروي. وتجسد دار الأطفال بوزان فلسفة الدعم المتكامل والشامل لفائدة تمدرس أطفال العالم القروي، وهو ما يبرزه مصطفى مهدي بقوله إننا "نقدم الرعاية الاجتماعية بمفهومها الشامل، والتي تضم الإيواء والتغذية والتأطير التربوي والسلم الاجتماعي والتطبيب والدعم التربوي لفائدة 60 نزيلا، كلهم ذكور"، موضحا أن طاقما مكونا من 9 أطر ومستخدمين يسهر على راحة وتلبية حاجيات التلاميذ النزلاء. وشدد على أن "العمل الذي نقوم به يساهم في الحد من الهدر المدرسي، حيث نوفر للأطفال الإيواء والرعاية والخدمات الاجتماعية، وأيضا سلسلة من دروس الدعم"، مبرزا أن دار وزان تمكنت من إرساء تجربة نموذجية في هذا السياق عبر التوفر على طاقم من المتطوعين يشمل أساتذة، ممارسين ومتقاعدين، من كل التخصصات، يسهر على تقديم دروس تقوية أسبوعية لفائدة نزلاء الدار. في هذا السياق، أعرب لحسن لبجار، أستاذ متقاعد لمادة الفرنسية وأحد المتطوعين، عن سروره لمواصلة العطاء في سبيل دعم هؤلاء الأطفال المنحدرين من أوساط قروية تربويا لتجاوز أي نقص ملاحظ في مادة الفرنسية، مشيرا إلى أنه بدعم من كافة المتطوعين، تم وضع برنامج أسبوعي متكامل لتغطية كافة المواد الدراسية، وبالتالي تحفيز التلاميذ على التحصيل والتميز الدراسي. ولم تغفل إدارة دار الأطفال بوزان الجانب الاجتماعي والترفيهي لنزلاء المؤسسة الاجتماعية، حيث تتم برمجة خرجات ورحلات تربوية لفائدة الأطفال بتعاون مع جمعيات المجتمع المدني، ما يساعد على بناء شخصية الأطفال وإعدادهم للاندماج في الحياة. في هذا السياق، أبرز رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليموزان، عبد الغني الشرع، أن دار الأطفال، كغيرها من مؤسسات الرعاية الاجتماعية بالإقليم، تستفيد من دعم متواصل في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لتمكينها من تقديم خدمات في المستوى لفائدة النزلاء. وأكد على أن اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية لم تدخر جهدا لرصد اعتمادات مالية مهمة خلال سنة 2024 لتنفيذ مشاريع تروم تهيئة وتجهيز مؤسسات دور الطالب والطالبة بكافة الجماعات الترابية بالإقليم، استعدادا للدخول المدرسي 2024 – 2025 واستقبال التلاميذ في أفضل الظروف. وتضع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليموزان توفير فرص التكافؤ والإنصاف بين تلاميذ الوسط القروي والمدن في مقدمة الأولويات، إذ حرصت على برمجة مشاريع عديدة في مجال التعليم، لاسيما التعليم الأولي والنقل المدرسي والدعم التربوي والاجتماعي، في أفق توزيع عادل لثمار التنمية بالإقليم.