أظهرت بيانات رسمية تأثيرات واضحة لتغير المناخ في منطقة شمال المغرب خلال عام 2023، حيث سجلت ارتفاعًا ملحوظًا في درجات الحرارة ونقصًا حادًا في التساقطات المطرية. وفقًا لتقرير المناخ الصادر عن المديرية العامة للأرصاد الجوية، فقد سجلت مدينة طنجة 588.1 ملم من الأمطار، وهو أقل بنسبة 15% مقارنة بمعدلها الطبيعي البالغ 696.7 ملم. وبحسب بيانات التقرير الذي اطلعت عليه جريدة طنجة 24 الإلكترونية، فقد كانت شفشاون الأكثر تأثرًا، حيث استقبلت 383 ملم فقط، أي أقل بنسبة 62% من المعدل الطبيعي الذي يبلغ 1018 ملم. وفي تطوان، كانت التساقطات المائية 369 ملم، ما يمثل انخفاضًا بنسبة 47% مقارنة بمعدلها العادي البالغ 692 ملم. التقرير يشير أيضًا إلى أن المناطق الشمالية، مثل طنجةوتطوان والعرائش، شهدت في المتوسط حوالي 60 يومًا ممطرًا سنويًا، مما يعكس تأثير المناخ الرطب نسبيًا في هذه المناطق. فيما يتعلق بدرجات الحرارة، فقد تراوحت درجات الحرارة الدنيا في مناطق الريف بين 6 و10 درجات مئوية، بينما بعض المناطق الأخرى سجلت درجات حرارة أقل من المعدلات المعتادة. وقد أثر هذا الوضع المناخي سلبًا على الغطاء النباتي، حيث شهدت منطقة طنجة-تطوان-الحسيمة حرائق غابات امتدت على مساحة 1620.73 هكتار. أشار التقرير إلى أن الجفاف استمر في ضرب شمال المغرب، مع تفاقم الظروف المناخية الصعبة للسنة الخامسة على التوالي، مما يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة تحديات المناخ المتزايدة في المنطقة. هذا، ويتضمن التقرير ملخصا لحالة المناخ السنوي للمغرب والسياق التاريخي لبعض المتغيرات المناخية، بما في ذلك الظواهر الجوية القصوى للطقس والمناخ، وتأثيرها على القطاعات الاجتماعية والاقتصادية. وأبرزت المديرية العامة للأرصاد الجوية أن هذا التقرير السنوي يسلط الضوء على الحاجة الملحة إلى تكثيف الجهود للتخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف بشكل أفضل مع آثاره، مؤكدة التزامها بتوفير المعلومات المناخية الدقيقة وزيادة الوعي العام بالقضايا المناخية.