تشهد مدينة الفنيدق والمناطق المحيطة بمركز باب سبتة حالة من الهدوء الحذر، في وقت تكثف فيه السلطات المغربية من إجراءاتها الأمنية تحسبًا لمحاولة جديدة لاقتحام المنطقة العازلة، بعد أيام من تداول منشورات تحريضية على منصات التواصل الاجتماعي تدعو إلى تجمع حشود لتنفيذ هذا التحرك. ومنذ الساعات الأولى لهذا اليوم، انتشرت قوات الأمن بكثافة في المدينة، مع تعزيزات إضافية لعناصر الأمن والدرك الملكي والقوات المساعدة. وشوهدت مركبات مكافحة الشغب، بما في ذلك المدرعات وعربات المياه المضادة للشغب، مصطفة على طول الطرق المؤدية إلى الحدود، بينما تمركزت الوحدات الأمنية في نقاط حساسة حول المدينة. وأكدت مصادر مطلعة، أن هذه الاستعدادات تأتي استجابة لمعلومات تفيد باحتمال تكرار محاولة اقتحام المنطقة الفاصلة مع سبتةالمحتلة على غرار ما حدث قبل أسبوعين، حينما حاول المئات من القاصرين والشباب التسلل إلى سبتة رغبة في الوصول إلى أوروبا. وقد ألهبت منشورات تحريضية تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة التوتر في المنطقة، حيث دعت هذه المنشورات إلى تنظيم تجمعات حاشدة لمحاولة اقتحام جماعي جديدة مع سبتة. وحتى مساء الأحد، عشية الموعد المفترض لتنفيذ محاولة الاقتحام المعلن عنها، لم يتم رصد اي تحركات مشبوهة في المنطقة ولا محيطها، مما يؤشر على عدم استجابة الراغبين في الهجرة غير النظامية إلى تلك الدعوات التحريضية التي تقول السلطات انها صادرة عن "جهات غير. معروفة". وعلى الرغم من عدم التأكد من هوية الجهات التي تقف وراء هذه الدعوات، إلا أن السلطات المغربية أخذت التحذيرات على محمل الجد، واستنفرت كافة أجهزتها الأمنية في الفنيدق والمناطق المجاورة. وبلغ عدد المشاركين محاولات الاقتحام الجماعية التي شهدتها المنطقة الفاصلة، في 15 شتنبر 2024، ما يناهز 3000 شخصا، منهم 152 متابعا أمام القضاء، وفق معطيات رسمية.