في تصريح يبدو وكأنه جاء من عالم خيالي، أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، المترشح للانتخابات الرئاسية المقررة في 7 سبتمبر المقبل، عن استعداد جيش بلاده لتحمل مسؤوليات غير متوقعة بمجرد فتح الحدود بين مصر وقطاع غزة. وأكد تبون في خطاب له في اليوم الرابع من حملته الانتخابية من مدينة قسنطينة، قائلاً: "لن نتخلى عن فلسطين ولا عن غزة، وأقسم لكم بالله، إذا فتحوا الحدود... سنكون جاهزين". ولم يكتفِ تبون بذلك، بل صرح بكل ثقة بأن الجزائر مستعدة لبناء ثلاثة مستشفيات في غضون 20 يوماً، بالإضافة إلى إرسال مئات الأطباء ومساعدتهم في إعادة إعمار ما دمره الصهاينة، وذلك بمجرد فتح الحدود. وهذا الوعد جاء وكأن الجزائر تمتلك قوة عسكرية قادرة على تغيير وجه الشرق الأوسط، لمجرد وجود فجوة في الجدار الحدودي بين مصر وغزة. وفي ظل مشهد سياسي يتسم بالكثير من التحديات الداخلية والخارجية، يبدو أن تبون قد اختار ساحة جديدة لعرض "قوة الجزائر الخارقة"، والتي تقتصر على وعود قد تكون مثيرة للسخرية بالنسبة للكثيرين. ففي الوقت الذي يعاني فيه الشعب الجزائري من قضايا داخلية ملحة، يبدو أن تبون يركز على أهداف خيالية تتجاوز بكثير قدرات الجزائر الحالية. وفي ضوء هذه التصريحات، يبدو أن الحملة الانتخابية للرئيس تبون قد دخلت في مرحلة جديدة من المغامرة، حيث يسعى لتصوير نفسه ك"بطل قومي" قادر على تحقيق المستحيلات. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل سيؤدي هذا النوع من التصريحات إلى تعزيز شعبيته، أم أنه سيثير المزيد من التساؤلات حول واقعيتها؟ على أي حال، يبدو أن الجزائر قد تكون على موعد مع حملة انتخابية مليئة بالوعود الكبيرة، ولكن أيضاً مع الكثير من الملاحظات الساخرة.