عن عمر ناهز 92 سنة، فارق الحياة أمس، الملياردير الفرنسي باتريك جيغون هيرميس، أثناء ركوبه حصانه في مزرعة الخيول بقصره الفخم في بلدة شونتيي الفرنسية. ولد الملياردير الفرنسي الشهير صاحب علامة هيرميس الفاخرة للملابس والحقائب، في مدينة باريس الفرنسية في 25 شتنبر 1932. درس في مؤسسات تعليم راقية وتخرج من جامعة أوكسفورد البريطانية. يعود الفضل لجده الأكبر تييري هيرميس في صناعة مجد العائلة المالي والإقتصادي الذي سيستمر إلى الآن. كان والده بحارا ماهرا جاب العالم بأسره. وكان الملياردير يرافق والداه حينما كان طفلا صغيرا، حيث إكتسب خبرة كبيرة ومعرفة بخبايا الأمور. إنتقل الملياردير باتريك هيرميس إلى منطقة عين قسيمو بمدينة مراكش وأسس فيها مزرعة كبيرة للخيول، وعاش فترة من الزمن فيها قبل أن يقرر تأسيس مزرعة خيول أخرى في منطقة سيدي مغايث قرب مدينة أصيلة، ومزرعة أخرى في قرية ريصانة بالعرائش. الراحل باتريك هيرميس، من الأشخاص الذين قيل عنهم "وُلد وفي فمه ملعقة من دهب"، وهو لم يكتفي بما ورثه عن عائلته، بل طور علاقاته المالية والإقتصادية مع عشقه الدائم، ألا وهو تربية الخيول . حيث أسس بطولة دولية للعبة البولو في قرية سيدي مغايث، يحضرها كل سنة أبطال من مختلف دول العالم. عاش مشاكل مع قرويين في المنطقة الحدودية بين أصيلة والعرائش، حيث إتهموه بسرقة أراضيهم، وضمها إلى مزرعة خيوله، وصدر فيلم يروي هذه القصة تحت عنوان " هرقل ضد هيرميس"، لكن الأمور هدأت ولم تعد بتلك الحدة التي كانت عليها في السابق. كانت للملياردير الراحل علاقة وطيدة بالملك المرحوم الحسن الثاني، وكان يكن له إحتراما كبيرا، وفي 25 أبريل 2019، منحه جلالة الملك محمد السادس، الجنسية المغربية ليعلن نفسه مواطنا فرنسيا ومغربيا في نفس الوقت. ومعروف عن شركة هيرميس صناعة الملابس الفاخرة والحقائب عالية الثمن موجهة للطبقة المخملية حصرا، والراحل باتريك ملم جدا بتاريخ المغرب وبعوالم الخيول خصوصا مهرجان ماطا لسباق الخيول الشعبية. كان الراحل باتريك يعشق جمع التحف واللوحات الفنية الناذرة ، حيث صنفته مجلة فوربس الأمريكية في الرتبة 387 كأغنى شخصية في العالم بقيمة ثروة مقدرة تصل إلى 1.3 مليار دولار.