استقبلت مدينة شفشاون الجبلية، اليوم، أطفال القدس المشاركين في المخيم الصيفي الخامس عشر، ليعيشوا تجربة استثنائية بين أحضان الطبيعة الخلابة لهذه المدينة الساحرة. عند وصولهم، بدأت ألوان شفشاون الزرقاء في اجتذاب أنظار الأطفال، الذين لم يتمكنوا من إخفاء دهشتهم وسعادتهم. وبينما تجولوا في أزقة المدينة، امتلأت مخيلتهم بالأسئلة حول تاريخ القلعة وساحة "أوطا حمام"، وأسرار "السيدة الحرة"، كل زاوية وكل جدار بدا لهم وكأنه لوحة فنية، مما أثار شغفهم لاستكشاف المزيد. تنعكس صورة شفشاون على الزوار الصغار بقدر كرم أهلها وحفاوة استقبالهم، لتعزز الشعور بالتضامن والأخوة الذي يحمله الشعب المغربي تجاه أشقائه الفلسطينيين. وبهذا السياق، استقبل عامل إقليمشفشاون، محمد العلمي ودّان، ضيوف المملكة المغربية، معبّرًا عن المشاعر النبيلة التي يكنها المغاربة للشعب الفلسطيني. خلال هذا الاستقبال الحافل، عبّر أطفال القدس عن امتنانهم لهذه المنحة الكريمة التي أتاحها لهم جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، سنويًا، لزيارة المغرب والاستمتاع بتنوعه وجماله الطبيعي. وقد صرّحت أميرة الخطيب، المؤطرة في المخيم، قائلة: "مدينة شفشاون ذكرتنا بشوارع البلدة القديمة في القدس، لكنها أضافت لنا ألوانًا خلابة وزخارف رائعة. الأطفال سعداء هنا، والطاقة الإيجابية تملأهم بفضل هذه التجربة الرائعة". من جانبه، عبر الطفل يوسف صداوي، طالب في مدرسة رؤى، عن إعجابه بشفشاون قائلاً: "شفشاون مدينة جميلة بشكل لا يُصدق، لم أكن أتوقع أن تكون بهذا الجمال الطبيعي. الآن فهمت لماذا يُطلقون عليها المدينة الزرقاء، أتمنى أن أعود إليها مجددًا". كما أكدت الطفلة ندى السلايمة، طالبة في مدرسة الفتاة الشاملة، أنها شعرت بدفء أهل شفشاون وكرمهم، قائلة: "كنا نسمع أن أهل شفشاون يعتبروننا أهلهم وإخوتهم، ككل المغاربة، اليوم لمسنا ذلك بأنفسنا". يُذكر أن فعاليات المخيم الصيفي لأطفال القدس تستمر في جهة طنجةتطوانالحسيمة ببرنامج متنوع يشمل الترفيه والاستجمام، والمسابقات الفنية، والدوري الرياضي "يعقوب المنصور الموحدي" في كرة السلة للفتيات وكرة القدم داخل الصالات للفتيان. وتختتم هذه الفعاليات غدًا الأربعاء في القاعة المغطاة "الزياتن" بطنجة بالمباريات النهائية وحفل توزيع الجوائز. كما أطلقت وكالة بيت مال القدس الشريف مطلع شهر أغسطس برنامج المدارس الصيفية في القدس لفائدة 4000 طفل من المدينة، موزعين على 17 مدرسة ونادٍ عبر مختلف الأحياء والقرى التابعة للمحافظة.