قام أطفال القدس المشاركين في الدورة الحادية عشرة للمخيم الصيفي، الذي تنظمه وكالة بيت مال القدس الشريف، التابعة للجنة القدس، كل عام في المغرب في إطار برامجها الاجتماعية، يوم الأربعاء بزيارة لمدينة شفشاون والاطلاع على مؤهلاتها التاريخية والثقافية والسياحية. وتعتبر هذه الزيارة هي المحطة الرابعة من المخيم، الذي تنعقد فعالياته تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، وتحمل اسم صاحبة السمو الملكي الأميرة لا حسناء. وأكد عامل إقليمشفشاون، اسماعيل أبو الحقوق، في كلمة خلال حفل استقبال أطفال القدس، أن هذا المخيم يعبر عن "المشاعر الخاصة التي يكنها المغاربة لأشقائهم الفلسطينيين، نظرا لما تمثله القضية الفلسطينية في قلب المغاربة". وبعد أن ذكر بزيارة عدة شخصيات فلسطينية لمدينة شفشاون، أبرز السيد اسماعيل أبو الحقوق الطابع الأندلسي المتميز للمدينة، وتفردها عالميا بخصوصياتها المعمارية والعمرانية والثقافية، وطبيعتها التي تتمزج فيها روعة الجبال بالأفق الغابوي الواسع والمجالات الطبيعية المتعددة بتراثها المادي واللامادي الخصب. وذكر بالخصوصيات الفنية والأدبية لمدينة شفشاون التي"أنجبت العديد من الشعراء والفنانين والمبدعين، في شتى المجالات"، مضيفا أن مثقفي المدينة "حملوا بوعي سياسي قل نظيره، هموم الإنسان العربي وقضاياه الأساسية وعلى رأسها القضية الفلسطينية". من جهته، أوضح المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف، محمد سالم الشرقاوي، أن الوكالة "طرحت هذه السنة أنشطة ذات خصوصية بيئية"، مبرزا أنه لهذه الغاية وقع الاختيار على "زيارة مدينة شفشاون، المصنفة من المدن الخضراء التي تشتغل على برنامج التوازن البيئي". وأكد محمد سالم الشرقاوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن زيارة أطفال القدس إلى شفشاون "كانت محطة مفيدة جدا لهم، للوقوف على الطبيعة المتفردة لهذه المدينة، وأيضا لتغيير الصورة من البحر إلى الجبل إلى الواحات والسهوب، وفي ذلكم تنوع للبرنامج". وأضاف أن أطفال القدس، خلال زيارتهم لمدينة شفشاون "استمعوا لشروحات عن تاريخ هذه المدينة وطبيعة عمرانها، ومكانتها السياحية والعالمية، وعن المجهود البيئي الذي يبذل في هذه المدينة، للمحافظة على توازنها البيئي الطبيعي". بدوره أكد رئيس بعثة القدس إلى المغرب، ماهر مفارجة أن "هذا المخيم الصيفي الذي يستفيد منه خمسون طفلا وطفلة، من جيل حادي عشر إلى جيل رابع عشر سنة إلى جانب خمسة مؤطرين من القدس، له أهمية على مستوى التبادل الثقافي لمعرفة حضارة المغرب، من قبل أطفال فلسطين، بشكل عام وأطفال القدس بشكل خاص". واعتبر "أن هذا المخيم الصيفي كانت له فائدة اجتماعية، من خلال تعرف أطفال القدس على الأطفال المغاربة، وتوطيد العلاقات، فيما بينهما". مشددا على أن "زيارة الأماكن التاريخية ومعرفة حضارة المملكة المغربية، قديما وحاضرا وحديثا، من شأنه دعم شخصية أطفال القدس وينميها للمستقبل". وسجل ماهر مفارجة، أن برنامج فعاليات الدورة الحالية كانت متميزة لأنها "سلطت الضوء على ضرورة المحافظة على البيئة واحترامها، ثم أيضا فسح المجال لممارسة الفعاليات الرياضية". وعرفت زيارة أطفال القدس حضور الفنان نعمان لحلو، الذي ردد معه الأطفال أغنيته الشهيرة "يا شفشاون يا النوارة"، إلى جانب تبادل بعض الهدايا والتذكارات، والقيام بجولة سياحية للتعرف على أهم المعالم التاريخية والحضارية لمدينة شفشاون، التي من أبرزها ساحة وطاء الحمام، والقصبة الأثرية وحي السويقة، كما كانت مناسبة ليكتشف أطفال القدس، سحر وجمال شلال رأس الما، ودروب المدينة القديمة، وأبوابها، وجدرانها، وألوانها المتناسقة بين الأبيض والأزرق.