انطلقت، أول أمس الأحد، بطنجة، فعاليات دورة صاحبة السمو الملكي الأميرة للا خديجة للمخيم الصيفي لفائدة أطفال القدس الشريف، الذي تنظمه وكالة بيت مال القدس الشريف، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس. ويشارك في المخيم، الذي سيمتد إلى غاية فاتح غشت المقبل، خمسون طفلا مقدسيا، يشرف على تأطيرهم خمسة مؤطرين من القدس الشريف، ببرنامج غني ومتنوع من الأنشطة والزيارات، التي ستشمل مدن تطوان وأصيلة والعرائش. وأبرزت مؤطرة المخيم الفلسطينية، فاطمة بربر، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن "دورة الأميرة للا خديجة تعتبر المخيم الثالث في ضيافة المغرب الحبيب، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس"، معتبرة أن "وكالة بيت مال القدس، تحت إشراف جلالة الملك، لا تدخر جهدا في دعم الأطفال المقدسيين ماديا ونفسيا ومعنويا، عبر مجموعة من الأنشطة، من بينها المخيم الصيفي". وأضافت أن فعاليات برنامج المخيم ستمكن الأطفال المشاركين من تعريف الشعب المغربي بهوية مدينة القدس وعادات سكانها، كما ستتيح الفرصة للأطفال المقدسيين للتعرف على تقاليد المغاربة، معربة عن أملها في أن تشكل التظاهرة مناسبة للتبادل الثقافي والاجتماعي والرياضي، بين الأطفال المقدسيين والمغاربة. ومن بين أهم فقرات البرنامج، شددت فاطمة بربر على مشاركة أطفال المخيم في احتفالات الذكرى ال 11 لعيد العرش المجيد، من خلال وصلات فنية مقتبسة من التراث الشعبي الفلسطيني، مضيفة أن "عيد العرش المجيد يعتبر يوم فرحة في المغرب كما في فلسطين، ونود بشدة أن نشارك الشعب المغربي هذه الفرحة". ونوهت المؤطرة الفلسطينية بالبرنامج الغني والمتنوع، الذي وضعته وكالة بيت مال القدس لتنشيط المخيم، معتبرة أن مختلف الفعاليات ستتيح للأطفال المشاركين، بين 12 و14 سنة، ممارسة هواياتهم المفضلة في جو شيق وممتع. وفرحة المشاركة في المخيم كانت بادية على محيا أغلب الأطفال المقدسيين، الذين سيستفيدون من الفقرات المبرمجة طيلة مدة المخيم، الذي يرمي إلى دعم صمود المقدسيين على أرضهم، وتمكين أبنائهم من فضاءات للتكوين والتهذيب والتربية على القيم الإنسانية. وأعرب كل من الطفلين صقر ورنين (14 سنة لكليهما) على غبطتهما للمشاركة، لأول مرة، في هذه التظاهرة، التي ستقوي من أواصر الأخوة بين الشعبين المغربي والفلسطيني، موضحين أن "المخيم فرصة لتجسيد المحبة والأخوة، التي يكنها المغاربة للفلسطينيين". يذكر أن برنامج الدورة الثالثة للمخيم الصيفي لفائدة أطفال القدس الشريف يشمل، على الخصوص، نشاطا رياضيا كبيرا في ملعب سانية الرمل بتطوان، تحت شعار "لنلعب من أجل الحياة"، سيجري خلاله إجراء مباراة في كرة القدم بين أطفال القدس وفتيان (نادي المغرب أتلتيك تطوان)، بالإضافة إلى عدة رحلات تربوية وتعليمية، وزيارات استكشافية لعدة مواقع تاريخية وأثرية بمدن شمال المملكة، منها زيارة إلى ميناء طنجة المتوسط. كما يتيح البرنامج للأطفال فرصة اكتشاف بعض المعالم الحضارية للمملكة، ومقوماتها الطبيعية، والوقوف على الطفرة التنموية المتميزة، التي تشهدها تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك، وكذا التعرف على أقرانهم المغاربة من خلال زيارات إلى بعض المخيمات المنظمة في مدن طنجة وتطوان والمضيق وأصيلة والعرائش، وتبادل المعارف، وتقديم العروض الترفيهية، والمشاركة في المسابقات الفنية والترفيهية التي يشرف عليها أطر متخصصة في المجال، مغربية ومقدسية. وقال محمد سالم الشرقاوي، مدير الشؤون العامة بوكالة بيت مال القدس، إن دورة صاحبة السمو الملكي الأميرة للا خديجة للمخيم الصيفي، الذي تنظمه الوكالة حاليا لفائدة نحو50 طفلا وطفلة من القدس الشريف، ستمكن هؤلاء من اكتشاف المغرب وتنوعه الثقافي والجغرافي. وأضاف الشرقاوي، في تصريح نقلته إذاعة البحر الأبيض المتوسط (ميدي1)، أول أمس الأحد، أن الأطفال المقدسيين ستكون لهم خلال مقامهم بالمغرب (من17 يوليوز إلى فاتح غشت المقبل)، فرصة تقاسم لحظات سعيدة مع أقرانهم المغاربة، بكل من طنجة وأصيلة والعرائش. وأشار إلى أن برنامج هذا المخيم، الذي بلغ هذه السنة دورته الثالثة، يتضمن مقابلة في كرة القدم تجمع بين أطفال القدس وفتيان نادي المغرب التطواني، موضحا أن هذا اللقاء سيكون مناسبة للتأكيد على ضرورة تمكين الأطفال الفلسطينيين بمدينة القدس من فضاءات للترفيه والتسلية. وتأتي الدورة الثالثة من المخيم، التي تتزامن مع الذكرى 11 لاعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس عرش المملكة، بعد دورة السنة الماضية، التي نظمت بإفران تحت اسم "دورة صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن"، ودورة القدس، التي أقيمت سنة 2008، بالعرائش.