قام أطفال القدس المشاركين في الدورة الرابعة عشرة للمخيم الصيفي «المسيرة الخضراء»، يوم الأحد (13 أغسطس 2023) بزيارة لمدينة شفشاون، ضمن برنامج اليوم الثالث من المخيم، الذي تنظمه وكالة بيت مال القدس الشريف، بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، إلى غاية 26 أغسطس الجاري، تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس. وتعرف الأطفال على معالم المدينة «الزرقاء»، وتجولوا بين أزقتها وشوارعها وساحاتها، وأعجبوا بمناظرها وألوانها، وبناياتها، التي امتزجت فيها أنماط العِمارة المتوسطية، مع أشكال الهندسة الأندلسية. واختُتمت زيارة المجموعة لمدينة شفشاون بحفل استقبال ترأسه عامل الإقليم، محمد العلمي ودّان، عبّر خلاله أطفال القدس عن التقدير والامتنان لهذه المنحة الكريمة، التي دأب جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، على تخصيصها، كل سنة، لأطفال القدس، لزيارة المغرب والاستمتاع بتنوع أرضه، وجمال طبيعته، ومروءة أهله. و تميزت فقرات الاحتفال بلحظات وطنية معبرة وصادقة، حيث قام أطفال القدس المشاركين في المخيم بترديد النشيدين الوطني المغربي والفلسطيني، إضافة إلى أدائهم وبصوت جماعي للأغنية الوطنية الخالدة (نداء الحسن ) ..»صوت الحسن ينادي بلسانك يا صحراء»، الأغنية الوطنية المخلدة لذكرى المسيرة الخضراء التي أصبحت أسطورة موسيقية تتغنى بها كل الأجيال وفي جميع المناسبات الوطنية. وأبرز بشار أبو شمسية، أحد المؤطرين بالمخيم، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه «كان للوفد الفلسطيني الشرف لزيارة كريمة إلى شفشاون واستقبالهم من طرف عامل الإقليم وساكنة المدينة العريقة الخلابة، التي تعتبر من بين أجمل المدن في المملكة المغربية.» وتابع أبو شمسية، أن الأطفال المقدسيين، خلال زيارتهم لشفشاون ، تعرفوا على جمال المدينة العتيقة وأعجبوا أيما إعجاب، خصوصا بحدائقها ومآثرها الأندلسية وبدروبها وأزقتها وشلالاتها المائية وساحاتها الشهيرة. وسجل أن روابط تاريخية مشتركة بين المغرب والقدس، «تعود إلى ألف عام منذ زمن صلاح الدين الأيوبي»، مشيرا إلى أن في القدس حارة اسمها حارة المغاربة، كما يوجد باب بالمسجد الأقصى اسمه باب المغاربة تكريما لهم «. وفي تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، عبر عدد من الأطفال المشاركين في هذا المخيم الصيفي عن سعادتهم للمشاركة في هذه التظاهرة التربوية، وإعجابهم بشفشاون التي ستبقى ذكرياتها راسخة في قلوبهم. وعرف ختام هذا الحفل توزيع تذكارات على الأطفال المشاركين في الدورة 14 للمخيم الصيفي لفائدة الأطفال المقدسيين. ويحتوي برنامج هذه الدورة ، التي تحتضنها عدد من المدن المغربية من بينها الدارالبيضاء والرباط وطنجة وأصيلة وتطوان والمضيق، برنامجا غنيا يتواصل إلى غاية 26 غشت الجاري ، يشتمل على مساحة مهمة للعب والترفيه والاستجمام، مع رحلات سياحية وتربوية، تسمح لأطفال القدس بالتعرف على تاريخ المملكة المغربية وجغرافيتها، وعلى أصالتها وعمقها الثقافي. كما سيزور الأطفال عددا من المشاريع التنموية المؤسسة في جهتي الدارالبيضاء والرباط وفي جهة طنجة – تطوان – الحسيمة. من جهة أخرى، كان أطفال القدس قد زاروا السبت أهم المعالم الأثرية والتاريخية في طنجة شملت، على الخصوص، القصبة والفضاء الثقافي والترفيهي رياض السلطان، ومتحف الفن المعاصر، وباب البحر، وبرج دار البارود، وفندق دار الدباغ، وباب الديوانة، والسوق الداخل. وتوقف الأطفال ببُرج النّعام، حيث يوجد فضاء عرض ذاكرة الرحالة المغربي ابن بطوطة للتعرف على جوانب من رحلته التي امتدت إلى القدس وفلسطين، ضمن محطات أخرى قادته من الصحراء الإفريقية الكبرى والإمبراطورية المالية إلى الهند وشرق آسيا، مرورا بجزر المالديف التي اشتغل فيها قاضيا، والأندلس، واليمن، ومصر، وتونس، والعراق، وبلاد الشام؛ فضلا عن مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة، ومحطات كثيرة أخرى. وككل سنة يحرص أطفال القدس على مشاركة المغاربة أعيادهم الوطنية التي تتزامن مع فترة المخيم، بتقديمهم لمختارات فنية من الفلكلور الفلسطيني، ويعرضون هذا العام أغنية جديدة بمناسبة عيد الشباب المجيد بعنوان: «خيرُ مملكةٍ»، عُربون تقدير وشكر وامتنان من أطفال القدس وعائلاتهم لجلالة الملك محمد السادس وللشعب المغربي.