بأمر من الملك محمد السادس، استقبلت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، يوم السبت الماضي، بقصر الضيافة بالرباط، الأطفال المقدسيين المشاركين في الدورة ال 14 للمخيم الصيفي الذي تنظمه وكالة بيت مال القدس. وتعليقا على هذا الاستقبال، قال نبيل الأندلوسي، رئيس المركز المغاربي للأبحاث والدراسات الإستراتيجية، إن "من دلالات استقبال الأميرة، للأطفال المقدسيين، بأمر ملكي، التأكيد على مكانة فلسطين بشكل عام والقدس بشكل خاص لدى العاهل المغربي، الملك محمد السادس، ولدى الشعب المغربي قاطبة".
وأوضح الأندلوسي، في تصريح ل"الأيام24″، أن "هذا الاستقبال نوع من الاعتراف والتكريم الرمزي للطفولة الفلسطينية، وتجسيد لاستمرار تمثل روابط الأخوة بين المغرب والقدس الشريف"، مشيرا أن "الأنشطة التي يقوم بها بيت مال القدس، برئاسة جلالة الملك، تهدف للتخفيف عن معاناة الساكنة المقدسية، خاصة في أنشطتها ذات البعد الإجتماعي والإنساني". وأكد المتحدث حرص الملك محمد السادس، وفي مناسبات عدة، على إعطاء إشارات قوية على مكانة القدسوفلسطين لدى المغرب، لدرجة جعلها في مرتبة قضية الوحدة الوطنية في أحد خطبه".
وأقامت وكالة بيت مال القدس، برنامجا غنيا ومتنوعا في هذه الدورة ال 14 من المخيم الصيفي في المغرب لفائدة أطفال القدس، شمل عددا من الأنشطة الترفيهية والتربوية، تخللتها مسابقات فنية ورياضية مكنت الاطفال من اكتشاف تاريخ وجغرافية المملكة المغربية وأصالتها وعمقها الثقافي.
كما تخلل البرنامج مسابقات فنية ورياضية وزيارات التبادل والتعارف مع الأطفال المغاربة المشاركين في المخيمات الصيفية المنظمة خلال هذه الفترة بالغابة الدبلوماسية بطنجة.
وأولى برنامج نسخة هذا العام، بحسب بلاغ لوكالة بيت مال القدس، أهمية خاصة للورشات الموضوعاتية متخصصة في مجالات الفن والموسيقى والمسرح والرياضة، بالإضافة إلى ورشات في لغات الاتصال والتربية البيئية والتدريب على الترافع واستخدام الذكاء في التواصل من خلال تكنولوجيات المعلومات والاتصال الجديدة.
وخلال عشرة أيام في طنجة، زار أطفال القدس مواقع الفنون والثقافات في المدينة القديمة، وتوجهوا إلى أشهر الأماكن السياحية في مدينة المضيق.
وتمكن الأطفال من اكتشاف رأس سبارتيل، نقطة الالتقاء بين المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، قبل التوجه إلى كهوف هرقل، حيث قاموا بزيارة الكهوف الطبيعية لهذا المكان الأسطوري. كما قام الأطفال بزيارة المنطقة التاريخية لمدينة تطوان، قبل التوجه إلى ملعب الغولف الملكي بالمضيق، حيث استفادوا من دروس نظرية وعملية في لعبة الغولف. وفي مدينة شفشاون، أثارت مباني المدينة المصبوغة بالجبر وازقتها ذات اللون الأزرق دهشة الاطفال المقدسيين.
ويكرس هذا المخيم الصيفي الذي تنظمه الوكالة سنويا في المغرب لفائدة 50 طفلا وطفلة مقدسيين، وبرنامج المدارس الصيفية الذي يُنظم في القدس لفائدة ازيد من 3 آلاف طفل وطفلة، التوجه الاجتماعي والانساني في عمل الوكالة، بتعليمات من العاهل المغربي، والاستثمار المُفيد والنافع في الاجيال الفلسطينية، ومنحها الأمل في مستقبل أفضل.
ويعكس المخيم، الذي ينظم تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، وبمبادرة من وكالة بيت مال القدس، العناية الخاصة التي يوليها العاهل المغربي للمدينة المقدسة وسكانها.
وتأتي هذه المبادرة لتعزز عمل وكالة بيت مال القدس، الذي يتوخى دعم مدينة القدس الشريف وساكنتها، من خلال المشاريع المتعددة ذات الوقع الواضح والجلي على المقدسيين، ولاسيما منهم النساء والأطفال والأشخاص في وضعية صعبة.
وبلغ العدد الإجمالي للمستفيدين من برنامج المخيمات الصيفية لوكالة بيت مال القدس منذ إطلاقها سنة 2008، والتي بلغت هذه السنة دورتها ال14، ما مجموعه 700 طفل من مختلف أحياء المدينة المقدسة، يرافقهم 70 مؤطرا، والذين زاروا مختلف جهات المملكة ووقفوا على قوة تضامن المغاربة مع الفلسطينيين.