في الوقت الذي تدهورت بشكل كبير سمعة موسيقى الراب، نتيجة الأغاني التي بات يصدرها وافدوها الجدد، طرح ابن مدينة طنجة، الفنان محمد الهادي المزوري، المعروف في الأوساط الفنية ب “مسلم” أغنيته الجديدة “أجي معايا” لتكون بمثابة إنقاذ للنمط الموسيقي الراب في المغرب. ونقل الفنان مسلم أغاني موسيقى الراب من رداءة “الكلاشات”، والكلام الفاحش والمجشع على الرذائل والاهتمام بالسفاسف، إلى مستوى مناقشة المشاكل السياسية والاجتماعية، وأعاد إلى الواجهة سؤال القدوة ومعضلات التنمية والعطالة والمخدرات، التي تفتك بالمجتمع المغربي. ورفع الرابور الشهير، كليبات موسيقى الراب التي باتت تتمحور فكرتها الأساسية حول مسائل العلاقات الغرامية العابرة، والتنافس في العبير أكثر عن الإساءة للآخر بما يعرف ب “الكلاش”، إلى توجيه انتقادات حادة للمسؤولين من أجل التدخل لإنقاذ حياة المغاربة من القهر والفقر، متجاوزاً الحسابات الصغيرة نحو قضايا المغرب الكبيرة. وشكل مسلم بسبب نمطمه الموسيقي القدوة للكثير من الشباب الذين بدؤوا مشوارهم الغنائي، والذين اختاروا اتباعه من إبراز الظواهر الاجتماعية المهمة للمساهمة على معالجتها في طرف الجهات المختصة، ولم ينجروا وراء موجه الرداءة وإنتاج أغاني تروم تصفية حسابات شخصية بإخراجات رديئة. هذا وحصلت “أجي معايا”، الأغنية الجديد للفنان مسلم على ملايين المشاهدات، سواء على موقع ال Youtube أو على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك في وقت قصير للغاية، نظراً لكلماتها التي لامست الفئات الفقيرة والهشة في المجتمع المغربي، وكانت بمثابة صرخة منهم على لسان مغني الراب مسلم.