تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، اختتمت اليوم الأحد ، فعاليات الدورة الثانية عشرة من المهرجان الدولي لفروسية "ماطا"، الذي أُقيم في مدشر زنيد بجماعة أربعاء عياشة، دائرة مولاي عبد السلام ابن مشيش بإقليمالعرائش، تحت شعار "ماطا تراث لامادي عريق وفضاء لتبادل الثقافات الإنسانية". وشهدت الدورة نجاحًا كبيرًا في مختلف الأنشطة والفقرات الهادفة، والتي ركزت على تثمين التراث المحلي "ماطا" وترسيخ مبادئ التعايش الجماعي والسلم والتسامح الديني، خاصة بعد إدراج المهرجان ضمن قائمة التراث اللامادي لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة "الإيسيسكو" باسم المملكة المغربية. وقد أكدت مسابقة "ماطا" على الحمولة الثقافية والامتداد التاريخي العريق، الذي حافظت عليه الأجيال وطورته بالصبغة الحديثة. حضر حفل الاختتام شخصيات وازنة، أبرزها الأستاذ محمد عبد الجليل، وزير النقل واللوجيستيك، وعامل إقليمالعرائش العالمين بوعاصم، وإنريكي أوخيدا سفير إسبانيا بالرباط، إلى جانب عدد من المسؤولين والمنتخبين وضيوف المهرجان من داخل المغرب وخارجه، بالإضافة إلى جمهور كبير استمتع بفقرات متميزة. وتُوِّج الفارس أحمد جمعة بمسابقة فروسية "ماطا" بعد تنافس شديد بين أبناء القبيلة، حيث تسلم تذكارًا وجوائز تخلد فوزه وسط زغاريد النساء الحاضرات وفق التقاليد المتعارف عليها. كما تم توزيع تذكارات وشهادات تقديرية على عدد من الخيالة وكل من ساهم في نجاح المهرجان وبلوغه الأهداف المرجوة. وأكد الأستاذ نبيل بركة، رئيس المهرجان الدولي "ماطا" للفروسية، أن الجميع عاش ثلاثة أيام من الأجواء الاحتفالية بتراث لامادي أصيل، والذي نال شرف التتويج بالإدراج ضمن قائمة الإيسيسكو بفضل الرعاية المولوية السامية. وأشار إلى أن هذا يشجع على بذل جهد أكبر لمواصلة المسيرة ورفع سقف الطموحات لتحقيق التعريف بالهوية المغربية العريقة، وإرسال رسائل للعالم عبر الوفود المشاركة من إفريقيا وأوروبا وأمريكا والصين، بالإضافة إلى التغطية الإعلامية التي بلغت هذا العام أكثر من 78 قناة تلفزيونية. وأضاف الأستاذ بركة أن رسائل المهرجان تؤكد التشبث بالوحدة الوطنية والثقافية من شمال المملكة إلى أقصى أقاليم الصحراء المغربية، تحت القيادة الجليلة لأمير المؤمنين وحامي حمى الملة والدين. وتجلت هذه الرسائل عند مشاركته في عدد من التظاهرات الوطنية والدولية، حيث أبرز معالم دعوة القطب مولاي عبد السلام ابن مشيش المتناغمة مع منهج أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس، وهو ما ناقشه في خيمة ماطا الثقافية مع شخصيات مثل سفيرة اليونسكو بالمغرب وسفيرة الاتحاد الأوروبي وشخصيات وازنة أخرى أشادت بمنهج جلالة الملك. واختتم الأستاذ بركة بتأكيد أن المهرجان، الذي شهد مشاركة 360 خيالًا وفارسًا من 36 فرقة، يحفز على تطوير فعالياته بشكل مستمر، خاصة بعدما أصبح لبنة من لبنات الهوية الثقافية المتنوعة والموحدة تحت الوحدة الترابية للمملكة المغربية، أرض التعايش والسلام والمحبة والانفتاح. وفي الختام، شكر رئيس المهرجان جميع من دعم وساهم في إحياء هذه الفعاليات، من منابر الإعلام، وخيالة ماطا، وأبناء المناطق الجبلية الغنية والمتنوعة بالتراث، والتعاونيات المشاركة، وكل الزائرين المحبين لفروسية "ماطا". وكان مسك الختام تلاوة الدكتور عمر حجي لنص رسالة الولاء والإخلاص المرفوعة إلى جلالة الملك محمد السادس نصره الله.