تتواصل مآسي المعبر الحدودي "باب سبتة"، لتحصد مزيدا من أرواح ممتهنات التهريب المعيشي،وسط عجز لافت من طرف كل من السلطات المغربية ونظيرتها في إسبانيا الباسطة لاحتلالها على مدينة سبتة. فبالرغم من سلسلة الوعود التي يطلقها مسؤولو البلدين بوضح حد لهذا المسلسل الدموي، إلا أن الرأي العام سرعان ما يستيقظ على حادثة مريعة، على غرار ما حصل يوم أمس الاثنين، عندما لقيت امرأتان مصرعهما متأثرتين بجروح ناجمة عن تعرضهما للدهس خلال تدافع بهذا المعبر خلال سعيهما لدخول المدينةالمحتلة وجلب سلع من هناك. وكان المعبر الحدودي "باب سبتة"، قد عاش فصلا مريعا من هذا المسلسل المميت، عندما أدى حادث مماثل أواخر غشت الماضي، إلى وفاة امرأتين أخريتين. وقبل ذلك سقطت سيدتين أيضا في حادثين منفصلين وقعا في مارس وأبريل من العام المنصرم. وأمام هذا الوضع المأساوي في المعبر الحدودي، تستمر تنديدات منظمات غير حكومية مغربية واسبانية ب "الوضع المهين" لهؤلاء النسوة اللواتي يخاطرن بحياتهن. وفي نظر الناشط الحقوقي والإعلامي، محمد سعيد السوسي، فإن حادثة أمس الاثنين بمعبر باب سبتة " كانت متوقعة وإذا استمر الوضع كما هو سيحدث مثلها في المستقبل". واعتبر السوسي في حديث لجريدة طنجة 24 الإلكترونية أن "الموت أصبحت متوقعة في أي لحظة بالنظر إلى الشروط التقنية اللاإنسانية بالمعبر التي تتكدس فيها آلاف النساء ممتهنات التهريب من سبتة.". وسجل الناشط الحقوقي "أن حوادث الموت تقع فوق الجانب المغربي من الحدود لأن الاجراءات المتخدة غير آمنة وغير ذات جدوى أمام آلاف النساء الاواتي يقضين الليل ينتضرن فتح الحدود من أجل التسابق للدخول إلى سبتةالمحتلة. ". وتبعا لذلك فإن "السلطات المغربية تتحمل المسؤولية كاملة في حماية هؤلاء النساء باعتبارهن مواطنات مغربيات، وحمايتهن في الأصل من اللجوء الى عصابات التهريب من أجل طلب العمل أو التهافت عليه مؤخرا بعد أن حدت السلطات الاسبانية عدد المسموح لهن بالدخول وساعتين فقط للدخول (من السادسة الى الثامنة صباحا)... وما يرافق هذه الاجراءات من ازدحام شديد وتنافس أدى سابقا لسقوط قتلى وأسقط اليوم شهيدتين وبالتأكيد سيسقط مستقبلا ضحايا جدد."، بحسب محمد سعيد السوسي. وشدد السوسي على أنه "ليس هناك أي حل عملي لإيقاف مآساة التهريب من سبتة وما يوازيها من انتهاكات حقوقية جسيمة إلا بضمان العيش الكريم لهؤلاء النسوة بعيدا عن الحاجة للجوء لمافيا التهريب الذي يستفيذ منه عد من الأشخاص على حساب آلاف المواطنات والمواطنين العاملين والعاملات كحمالات بأجر زهيد.". ويقدر عدد النساء الممتهنات للتهريب المعيشي عبر باب سبتة ب 15 الفا وتعبرن المعبر الحدودي بالتناوب، خصوصا بعدما حددت سلطات سبتة العدد الاقصى للعابرين يوميا باربعة آلاف، أوائل العام المنصرم. ويطلق على هذه الفئة اللواتي يتم استخدامهن في تغذية تجارة حدودية مزدهرة يذهب ربحها الى مهربين محليين، وصف "الحمالات" في المغرب، وفي اسبانيا "النساء البغال" بسبب الاثقال التي يحملنها على ظهورهن.