أعلن رئيس غواتيمالا جيمي موراليس الأحد ان بلاده ستنقل سفارتها في اسرائيل إلى القدس، وذلك بعد قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب حول المدينة المقدسة الذي اثار موجة تنديد واسعة. وبعد محادثة مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، كتب موراليس على صفحته على موقع فيسبوك ان "احد اهم المواضيع كان عودة سفارة غواتيمالا الى القدس" من تل ابيب. وقال موراليس "لهذا السبب اعلمكم انني اصدرت تعليمات الى وزارة الخارجية لتبدأ التنسيق اللازم لتطبيق ذلك". وعبر الناطق باسم وزارة الخارجية الاسرائيلي ايمانويل نحشون عن شكره لغاوتيمالا على "هذا القرار المهم". وكتب في تغريدة على تويتر "نبأ رائع وصداقة حقيقية". واعلن رئيس غواتيمالا قراره هذا ليلة الميلاد وبعد ثلاثة ايام على رفض ثلثي الدول الأعضاء في الاممالمتحدة قرار الرئيس الاميركي اعتراف الولاياتالمتحدةبالقدس عاصمة لاسرائيل. وصوتت 128 دولة من من اصل 193 على الابقاء على التوافق الدولي بشأن القدس الذي يؤكد ان وضع المدينة لا يمكن ان يتقرر الا عبر مفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وأيدت ثماني دول فقط الولاياتالمتحدة خلال التصويت على القرار في الجمعية العامة للامم المتحدة، بينها غواتيمالا وهندوراس اللتان تعتمدان بشكل كبير على التمويل الاميركي لتحسين الامن على اراضيهما. ويشكل البلدان ومعهما السلفادور "المثلث الشمالي" لاميركا الوسطى الذي اصبح بسبب انتشار العنف والفساد مصدرا رئيسيا للهجرة غير الشرعية الى الولاياتالمتحدة التي تقدم للدول الثلاث مساعدات سنوية بقيمة 750 مليون دولار. وموراليس مثل ترامب، كان نجم برنامج تلفزيوني ترفيهي لا يملك اي خبرة سياسية حقيقية قبل ان يصبح رئيسا لغواتيمالا في 2016. موراليس مهد الجمعة للقرار الذي اعلنه الاحد بدفاعه عن تأييد غواتيمالا للولايات المتحدة خلال التصويت في الجمعية العامة للامم المتحدة. وقال في مؤتمر صحافي في العاصمة غواتيمالا ان "غواتيمالا مؤيدة تاريخيا لاسرائيل". واضاف "خلال سبعين عاما من العلاقات كانت اسرائيل حليفتنا". وتابع موراليس "نفكر بذلك من وجهة نظر مسيحية فضلا عن الجانب السياسي، جعلتنا نؤمن ان اسرائيل هي حليفتنا وعلينا دعمها"، مؤكدا انه "على الرغم من اننا تسع دول في العالم فقط (خلال تصويت الجمعية العامة)، نحن متأكدون ومقتنعون بان هذا هو الطريق الصحيح". واصبح موراليس في وضع هش في الاشهر الاخيرة بسبب معلومات تتحدث عن تورطه في فساد تحقق فيها هيئة خاصة مدعومة من الاممالمتحدة تعمل مع المدعين العامين في غواتيمالا. وبعد التصويت في الجمعية العامة للامم المتحدة، قالت السفيرة الاميركية في المنظمة الدولية نيكي هايلي انها "إهانة لن ننساها ابدا". وكانت هايلي هددت قبل الجلسة الدول التي ستؤيد قرار ادانة اعلان ترامب. وقالت "ستتذكر الولاياتالمتحدة هذا اليوم (...) هذا التصويت سيحدد الفرق بين نظرة الاميركيين الى الاممالمتحدة ونظرتنا الى الدول التي لا تحترمنا في الاممالمتحدة". واضافت "سنتذكره حين سيطلبون منا مجددا دفع اكبر مساهمة (مالية) في الاممالمتحدة. وسنتذكره حين ستطلب منا دول عدة، كما تفعل غالبا، دفع المزيد واستخدام نفوذنا لصالحها". من جهته، قال ترامب عشية التصويت "ياخذون مئات ملايين الدولارات وحتى مليارات الدولارات ثم يصوتون ضدنا". واضاف "دعوهم يصوتون ضدنا، سنقتصد الكثير (من المال) والامر سيان بالنسبة الينا". والدول الاربع الاخرى التي وقفت الى جانب الولاياتالمتحدة واسرائيل في الجمعية العام للامم المتحدة هي توغو ومايكرونيزيا وناورو وبالاو وجزر مارشال. امتنعت 35 دولة عن التصويت بينها كندا والمكسيك والارجنتين وبولندا والمجر وغابت عن الاجتماع 21 دولة اخرى. حتلت اسرائيل القدس الشرقية في عام 1967، واعلنتها عاصمتها الابدية والموحدة في 1980 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي وضمنه الولاياتالمتحدة. ويرغب الفلسطينيون في جعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة