تعرف مدينة العرائش فوضى عارمة يحدثها الباعة الجائلين " الفراشة"، بسبب الهرج الكبير والنفايات التي يلقون بها في الشوارع، ومنعهم مرور السيارات والعربات. وقد حول هؤلاء أهم شوارع المدينة إلى بازارات وأسواق شعبية مليئة بالقاذورات والمخلفات، فضلا عن السلوكيات المشينة التي تصدر عن بعضهم كالتحرش بالنساء والبنات، أمام الجميع. وعلى إمتداد شارع عقبة بن نافع، في اتجاه مدارة لسان الدين إبن الخطيب مرورا بساحة الشهداء " رحبة الزرع"، إلى شارع الحسن الثاني..، مسافة 3 كيلومترات تم إحتلالها بالكامل من طرف الباعة الغير قانونيين. هذا وشوهد عامل إقليمالعرائش على متن سيارته الرسمية يجوب شارع عقبة بن نافع، المعروف كبؤرة للفراشة في المدينة. على صعيد آخر، يشتكي متضررون من أن المواطن العرائشي أصبح لا يجد راحته في الشوارع والأزقة، فجميع العائلات أضحت مرغمة على المشي في الطريق ومزاحمة السيارات والمركبات، وأصبحت مهدد ة في أي وقت للتعرض إلى حوادث السير. والسبب راجع إلى أن الرصيف أصبح مغلقا تماما، من طرف المقاهي والمطاعم والمحلات التجارية والبقالات، بسبب وضعها للبضاعة والكراسي والطاولات على الرصيف. ودعت جمعية التجار القانونيين غير ما مرة، عامل إقليمالعرائش وباقي السلطات المسؤولة، إلى القيام بحملة تطهيرية، والضرب بيد من حديد على كل من يتلاعب بمشاعر المواطن العرائشي لتحرير شوارع المدينة والأزقة من الفوضى، وترك المواطن يمشي في شوارع المدينة بكل حرية، "نموذج جنان باشا، جنان فرانسيس، قرب مقاطعة الكدية، رحبة الزرع، وشارع الحسن الثاني وساحة التحرير." وإستغربت العديد من الأصوات، من الموقف السلبي لجماعة العرائش "أغلبية ومعارضة"، متسائلة فيما إذا سبق للجماعة أن قامت بإنذار أو إحصاء للعدد الهائل من الفراشة والمحلات والمقاهي المحتلة للملك العام، لكي يتم استخلاص حقوقها المترتبة عن احتلال الملك العام، أم انها تفضل ترك الفوضى لإلهاء المواطنين وجعلهم يعيشون الجحيم. من جانبه تأسف سمير الكاموني عضو في تجمع تجار المدينة، من مآل مدينة العرائش، وكتب قائلا " مدن جهة الشمال تعرف عملا كبيرا وجبارا لرجال السلطة والمنتخبون، من أجل تحرير الملك العمومي، وإعادة هيكلة وتنظيم وتنمية مدنهم، وهذا ظاهر في جميع القطاعات، حيث يتم جلب السياح من خلال الجدية في العمل." وأضاف " لكن العرائش مدينة مغتصبة الحقوق". وحذر سمير الكاموني من أن تجار العرائش سيعلنون الإفلاس قريبا وسيغلقون محلاتهم نهائيا، بسبب الركود الذي يعانون منه، فضلا عن الجفاف الذي أثر على الرواج، والضرائب التي تفرض عليهم من أجل أدائها في آوانها، وكذا الالتزامات الأخرى، من واجبات التغطية الصحية ومصاريف كراء المحلات، وفاتورة الماء والكهرباء والتراكمات السابقة…، معتبرا أن "الفراشة القادمين من قرطخنة" يزيدون من معاناتهم. هذا وتقوم عناصر من السلطة بين الفينة والأخرى، بحملات مؤقتة لتحرير الملك العام، ترافقها بهرجة إعلامية، ولا تكون لها أي تأثير على المدى البعيد. وحذر بعض المتابعين في وسائل التواصل الاجتماعي، من أن أفراد غير معروفين يقومون بإستخلاص إيتاوات على الفراشة الغرباء، مقابل تركهم يحتلون الشوارع والأرصفة. ودعا الناشط الجمعوي سمير الكاموني إلى عقد اجتماع عاجل لكونفدرالية تجار مدينة العرائش، للتصدي لزحف الفراشة من " جميع أنحاء المغرب نحو مدينة العرائش المغتصبة لاتخاذ الشكل النضالي المناسب". مستغربا في تدوينة له على الفايسبوك " واش المغرب كامل جا يفرش فشارع الحسن الثاني، إنها مدينة العبث والفوضى، لا حسيب ولا رقيب، كلشي مشري كلشي مبيوع " حسب قوله.