سيطر المئات من الباعة الجائلين الغير قانونيين، على معظم شوارع مدينة العرائش، وفرضوا بالقوة منطق الفوضى والسيبة. ولوحظ بعد التخفيف من تدابير كورونا، غزو جحافل من الأشخاص معظم المحاور الرئيسية والأزقة والساحات، ما تسبب في عودة الفوضى والأزبال والضجيج إلى شوارع المدينة. ورغم أن مدينة العرائش تتوفر على ثلاث أسواق نموذجية، على قلتها، إلا أن ظروف تشغيلها، وتوزيع المحلات والدكاكين، شابته في السابق سلوكات مشينة وغير مهنية، ما تسبب في استفادة أشخاص موالون لسياسيين، وبعضهم من أتباع أحزاب من اليمين واليسار، وجمعيات حزبية، فيما ظل التجار الحقيقيون بدون إستفادة. وسبق لنشطاء فايسبوكيون ومواقع محلية بث فيديو لسيارة إسعاف، لم تستطع حمل مريض أصيب بوعكة صحية طارئة بالسوق الصغير قرب باب القصبة، وبسبب غلق الطريق من طرف الباعة الجائلين، لم تتمكن السيارة من دخول شارع الكاييي ريال بالمدينة العتيقة، ورغم ذلك تم حمل المريض في حالة خطر فوق حمالة. وخلال فترات سابقة، حذر تجار قانونيون، من شبكة تقوم باستقطاب مجموعة من الأشخاص، يتوزعون في وسط المدينة، وبمحاذاة أسواق القرب، يبيعون منتوجاتهم، وينشرون الفوضى ويلقون الأزبال ويلوثون البيئة، ولا يدفعون الضرائب، ثم يغادرون المدينة في المساء داخل سياراتهم المتعددة. وفي السياق حذر سمير الكاموني، عضو إتحاد تجار مدينة العرائش، من سيطرة الباعة العشوائيين على محاور المدينة، مستغربا كيف إستطاع الباعة الجائلون من أن يسيطروا على أهم شوارع العرائش، وقطعوا الطرقات وتسببوا في إزدحامات مرورية، بدءا من السوق الصغير، مرورا بشارع الحسن الثاني، عقبة بن نافع، ساحة بن الخطيب، عمر بن عبد العزيز، سوق الأحد، شاطئ رأس الرمل، وصولا إلى مشارف الطريق السيار. أكثر من 5 مليارات سنتيم تم رصدها، فضلا عن تخصيص وعاء عقاري، من أجل تنظيم التجارة في العرائش، لكن بعد مرور بضع سنوات فقط، فشل كل شيء، وعادت حليمة لعادتها القديمة، جيش من الباعة الجائلين سيطروا من جديد، وغزوا جميع شوارع المدينة ومحيط المدارس والمساجد والكورنيش والساحات العمومية، في غياب تام للسلطات ومصالح الجماعة. وخلال لقاء مع رئيس الجماعة، أورد سمير الكاموني، أن من بين الأسباب التي أدت إلى فشل سياسة أسواق القرب، وجود شبكة مقربة من مصادر القرار والمسؤولين تكون على علم بالمشاريع المستقبلية، الكاموني طرح سؤالا على المسؤولين قائلا : "كيف يعقل أن العرائش تحولت إلى سوق عشوائي كبير".