شنت السلطات بالخميسات، نهاية الأسبوع الماضي، حملة واسعة النطاق لتحرير الملك العمومي، ببعض أهم شوارع المدينة من الباعة المتجولين والفراشة الذين يعرضون سلعهم في شارع ابن سينا ومحمد الزرقطوني والأزقة المتفرعة عنها، على قارعة الطريق والأرصفة الخاصة بالراجلين، ما يتسبب في عدة مناوشات وخصومات بين المارة والباعة وأصحاب السيارات والدرجات. وجاءت هذه الحملة المنسقة، حسب مصادر "المساء"، بعدما تلقت السلطات المحلية عدة شكايات من مواطنين وأصحاب السيارات الخاصة والطاكسيات نظرا لما يتعرضون له من مضايقات من طرف هؤلاء الباعة، والتي تصل في بعض الأحيان إلى حدوث شجار وتبادل السب والشتم بكلمات تخدش الحياء بين الباعة أنفسهم خاصة خلال شهر رمضان. ومنعت السلطات المحلية الباعة المتجولين من عرض سلعهم في زنقة المولى إسماعيل، زنقة إشبيلية، وشارعي ابن سينا ومحمد الزرقطوني، اللذين يعتبران من الشرايين المهمة بالمدينة وأكبر تجمع عشوائي للسلع بكل أنواعها، والتي يتم عرضها في بعض الأحيان فوق جزء مهم من الشوارع والأزقة على متن العربات المدفوعة والمجرورة بالدواب كما أن بعض المتاجر الكبرى احتلت أجزاء كبيرة حول محيط "الشاطو" وجعلت عملية السير والجولان مستحيلة. وأكدت المصادر أن السلطات المحلية تجندت لهذه الحملة مدعومة بأعوانها والقوات المساعدة، وأسفرت عن إخلاء أجزاء مهمة من الشوارع والأزقة المذكرة وفتحها أمام المستعملين من راجلين وأصحاب السيارات تحت احتجاج الباعة المتجولين وأبنائهم الذين رددوا عدة شعارات من قبيل: "ما بغيتش نبيع الحشيش… باش نصور باش نعيش و"لا ثم لا… لتهميش الخضارة ". وخلف هذا التدخل ارتياحا كبيرا وسط المواطنين والتجار وسائقي السيارات . وهو ما أكده ل"المساء" العديد من أصحاب المحلات التجارية بالخميسات، خاصة أنهم ضاقوا ذرعا من الفوضى التي كانت تعم المكان قبل تحريره، مطالبين بإحداث دوريات لمراقبة الشارع المحرر والحيلولة دون رجوع الباعة مرة أخرى، علما أنهم عانوا كثيرا من مضايقاتهم نظرا لمساهمتهم في عرقل حركة السير والجولان ما يسهل تعريض الممتلكات للسرقة من قبل بعض اللصوص. غير أن "المساء " عاينت عودة بعض الباعة إلى بعض الأزقة التي تم تحريرها. وطالب مجموعة من المواطنين في اتصالهم ب"المساء" بأن لا تقتصر هذه الحملة على الباعة المتجولين و"الفراشة" فقط، بل يجب أن تمتد إلى المقاهي والمحلات التجارية الموجودة في مواقع استراتيحية بالمدينة والتي تحتل جزءا مهما من الملك العمومي، دون أن تصلها حملة التحرير ما يطرح علامات استفهام عريضة، خاصة تلك المتواجدة بحي السلام، شارع محمد الخامس ومحمد الزرقطوني التي تحتل فيه بعض المقاهي الأرصفة التي ضمت جزءا منها إلى محلاتها، وذلك بوضع حواجز ومزهريات تحتم على المارة المشي وسط الشوارع دون أن تتدخل السلطات لحماية حقهم في السير والجولان بحرية. بالمقابل، طالب بعض الفراشة والباعة المتجولين السلطات المحلية بأن لا يقتصر تدخلها على إخلاء الشوارع والأزقة من الباعة الجائلين والفراشة فقط، بل لا بد من فتح حوار معهم لإيجاد حل بديل لتجميعهم في مكان يضمن لهم بيع سلعهم للعديد من الزبناء الذين يترددون عليهم، خاصة وأن لهم أطفالا وأسرا تنتظرهم لكي يوفروا لهم لقمة العيش خلال الشهر الفضيل .