منذ يوم الخميس الماضي، ونفحات الذكريات الوطنية، تهبُّ على عروس الشمال طنجة، لتعطر جوّ المدينة إلى غاية مساء اليوم السبت، حيثُ سيُسدل الستار على الدورة الأولى لمهرجان "مواسم خالدة"، الذي تنظمه لجمعية المغربية للموسيقى الأندلسية والروحية. الدورة الأولى للمهرجان، الذي يأتي تنظيمه في إطار احتفالات الشعب المغربي بذكرى المسيرة الخضراء وعيد الاستقلال، وتزامنا مع إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف، تأتي لتدشن مشروعا يحرص على مزيد من تعزيز حضور المدينة على الساحة الفنية وتنويع منتوجها الثقافي والفني، كما قال مدير المهرجان، الفنان عبد السلام الخلوفي. ففي حفل فني امتزجت فيه الأغاني الدينية الخالدة بالملاحم الوطنية، أفتتحت فعاليات المهرجان أول أمس الخميس، حيث ردد خلالها أعضاء كورال مجموعة عود الرمل أجمل الأغاني التي أعادت الجمهور الحاضر إلى سنوات الستينات والسبعينات من خلال مجموعة من الأغاني التي وقعها رواد الأغنية المغربية من طينة عبد الهادي بلخياط، محمود الإدريسي، أحمد البيضاوي وآخرون. كما عاش جمهور المهرجان، الذي حج بكثافة إلى فضاء المركز الثقافي أحمد بوكماخ، فعاليات الأمسية الثانية لهذه التظاهرة، التي نسقت عروضها الموسيقية البهيجة الفرقة الموسيقية للراحل العربي المرابط برئاسة محمد العروسي، التي استهوت عشاق الموسيقى الأندلسية. على أن تحمل خاتمة سهرات المهرجان، المقررة، مساء اليوم، حفلا تحت عنوان "ليلة المديح والسماع"، سيحييها جوق مجموعة جهة طنجةتطوانالحسيمة، برئاسة الفنان سعد التمسماني. وأبى منظمو المهرجان، إلا أن يخصصوا في كل ليلة من لياليه الثلاث لحظة وفاء لفنانين ساهموا بإبداعاتهم وعطائهم الغزير في إثراء المشهد الفني المغرب، فكانت فاتحة هذه اللحظات، مع تكريم الفنان عبد الله عصامي، مبدع ملحمة "نداء الحسن" المخلدة لذكرى المسيرة الخضراء. كما تميزت الأمسية، باستحضار روح ابن المدينة، المايسترو الراحل محمد البوعناني أحد القامات الموسيقية المغربية، إضافة إلى إحياء ذكرى الرائد مولاي احمد البوكيلي، و محمد المهدي التمسماني.