تشهد السنة الجارية ارتفاعا كبيرا جدا في محاولات الهجرة السرية من السواحل المغربية نحو السواحل الاسبانية، وقد فاق عدد المهاجرين السريين الذين نجحوا في الوصول إلى اسبانيا 10 آلاف شخص في أقل من 9 أشهر. ورغم أن أغلب الذين وصلوا إلى السواحل الاسبانية انطلاقا من السواحل المغربية هم مهاجرون ينحدرون من دول جنوب صحراء افريقيا، إلا أن نسبة لا يستهان بها من المهاجرين المغاربة يدخلون في مجموع المهاجرين الذين دخلوا التراب الاسباني خلال السنة الجارية. وقد أدى ارتفاع المهاجرين المغاربة الذين هجروا بطريقة سرية إلى اسبانيا هذه السنة، إلى اثار اهتمام الإعلام الاسباني والدولي وكذلك الجمعيات الاسبانية التي تنشط في التعامل مع ظاهرة الهجرة السرية بمضيق جبل طارق، وعلى رأسها جميعة "وولكين بوردرز". ففي هذا السياق، أشارت الجمعية المذكورة أن المغاربة عادوا إلى الهجرة السرية نحو اسبانيا خلال السنة الجارية بشكل ملحوظ مقارنة بباقي السنوات الماضية، خاصة في المنطقة الشرقية انطلاقا من سواحل الحسمية. وقد رجحت ذات الجمعية، على غرار ما سارت عليه صحيفة "الغارديان" البريطانية، أن تكون الاضطرابات الاجتماعية التي عرفتها منطقة الريف انطلاقا من بداية السنة الجارية، هي التي تقف وراء ارتفاع عدد الهجرات السرية التي يقودها مهاجرون مغاربة. وتدعم الصحيفة البريطانية هذا المعطى، بكون أن بعض المهاجرين الذين تمكنوا من الوصول إلى سواحل جنوباسبانيا منذ شهور قليلة صرحوا لعناصر الحرس المدني الاسباني أنهم فروا من الاعتقالات التي تقودها المصالح الامنية في منطقة الريف. هذا ورغم أن الاضطرابات زالت حدتها وبدأت الاوضاع تعود إلى منطقة الريف خلال الاشهر الاخيرة، إلا أن محاولات الهجرة السرية نحو اسبانيا من طرف المغاربة لازالت تشهد استمراريتها، وهو ما يؤشر إلى احتمالية عودة هذه الظاهرة من جديد. وفي هذا السياق، تجدر الاشارة أنه منذ مطلع الالفية الجديدة، وخاصة من سنة 2008، تراجعت محاولات الهجرة السرية من طرف المغاربة بشكل شبه تام، لدرجة أن الظاهرة لم تعد مرتبطة سوى بالمهاجرين المنحدرين من دول جنوب صحراء افريقيا. وترجع اسباب توقف المغاربة عن الهجرة السرية التي كانت ظاهرة قوية في التسعينات، إلى تحسن الاحوال الاقتصادية في المغرب نوعا ما من جهة، وتأثر البلدان الاوروبية خاصة اسبانيا، بالازمة الاقتصادية العالمية سنة 2008 والتي جعلت اسبانيا تعيش انهيارا اقتصاديا كبيرا لم تتعفى منه بشكل كلي إلى حد الان.