شهد مضيق جبل طارق – ولازال- وسواحل الريف خلال السنة الجارية ارتفاعا كبيرا في محاولات الهجرة السرية من شمال المغرب نحو جنوباسبانيا، حيث كشفت احصائيات الحرس المدني الاسباني وصول أزيد من 10 آلاف مهاجر أجنبي للتراب الاسباني خلال 8 أشهر فقط، أكثر من السنة الماضية بكاملها. ويرى متتبعون لظاهرة الهجرة السرية تغير الكثير من المعطيات والعادات في هذه الظاهرة في السنوات الأخيرة، إذ بعدما كانت الهجرة عبر مضيق جبل طارق بالخصوص تعد مغامرة خطيرة، أصبح اليوم يستطيع قاصرون ومراهقون المغامرة بعبور المضيق بسهولة. ووفق ما أشار إليه الحرس المدني الاسباني في بلاغات إعلامية سابقة، فإن ارتفاع محاولات الهجرة السرية في مضيق جبل طارق في السنوات الأخيرة، يرجع بالأساس إلى تراجع مخاوف الغرق التي كانت تقف في وجه الكثير من مرشحي الهجرة. ومن بين العوامل التي ساهمت تراجع المخاوف من الغرق، هو نجاح العديد من محاولات الوصول إلى الضفة الاسبانية من طرف مرشحي الهجرة، بالإضافة إلى نجاح العديد من القاصرين والمراهقين في عبور مضيق جبل طارق على متن قوارب صغيرة، الأمر الذي يشجع الآخرين على القيام بنفس الأمر. وقد بلغت الجرأة ببعض مرشحي الهجرة السرية، إلى عبور مضيق جبل طارق على ألواح ركوب الأمواج الصغيرة، فيما شهدت السنة الماضية نجاح العديد من المراهقين في قطع المسافة بين طنجةواسبانيا على متن العجلات المطاطية، وهذه من الأمور التي بددت الكثير من مخاوف الغرق في مياه المضيق. كما أن من بين أبرز العوامل الأخرى التي ساهمت في ارتفاع أعداد الهجرات السرية بين الضفتين المغربية والاسبانية، خاصة في صفوف المهاجرين المنحدرين من دول جنوب صحراء إفريقيا، هو علم هؤلاء المهاجرين بتدخل البحرية الاسبانية أو المغربية لإنقاذهم في حالة تعرضهم لخطر الغرق. ويرجع هذا الأمر بالأساس إلى التعاون الذي أعلنه المغرب واسبانيا في مجال إنقاذ المهاجرين السريين في مضيق جبل طارق، ولهذا فإن المهاجرين إذا لم ينجحوا في الوصول إلى مبتغاهم يكون لديهم على الأقل أمل كبير في إنقاذهم من طرف البحرية الاسبانية أو المغربية، مما يجعل احتمال الغرق، احتمالا ضئيلا. ولهذا تكشف الأرقام المتعلقة بالهجرة السرية في السنوات الأخيرة بمضيق جبل طارق وسواحل أقاليم الريف، ارتفاع محاولات الهجرة السرية، مع تسجيل حالات غرق أقل مما يتم تسجيله في نقاط الهجرة في كل حوض البحر الابيض المتوسط وباقي مناطق العالم.