تسود حالة من القلق داخل الوسط التعليمي في مدينة طنجة، على إثر حوادث اعتداءات متفرقة عاشتها مؤسسات تعليمية، كان آخرها اعتداء بالسلاح الأبيض تعرضت له تلميذة بإحدى المدارس الخصوصية، من طرف أحد الأشخاص، في أعقاب "تمنعها" عن الرضوخ لتحرشاته المستمرة بها. وتعود فصول الحادثة، حسب المعطيات التي تتوفر عليها جريدة طنجة 24 الإلكترونية، استنادا إلى مقربين من الضحية، وهي تلميذة بالصف الإعدادي بمؤسسة "أفلاطون" للتعليم الخصوصي، إلى صباح يوم أمس الاثنين، حينما عمد أحد الأشخاص إلى اعتراض سبيل التلميذة المذكورة، في محاولة منه لإرغامها على "مصاحبته"، غير أن رفضها دفعه إلى استخدام سلاح أبيض كان في حوزته، حيث وجه إليها ضربة إلى معصم يدها متسببا لها في إصابة خطيرة. وتبعا للمعطيات التي أفاد بها مقرب من عائلة الضحية، فإن الشخص المعتدي لم يكتفي بجريمته تلك، وإنما وجه تهديدات خطيرة إلى أفراد العائلة في حالة اتخاذ أي إجراءات ضده، وهو ما دفع والدة المعنية بالأمر إلى عدم تسجيل شكاية لدى المصالح الأمنية "خوفا على سلامة ابنتها وزوجها الكبير في سن"، حسب ما نقله المتحدث نفسه للجريدة. ويكشف نفس المصدر، أن الحادث الذي تعرضت له التلميذة، جاء نتيجة لرفضها المستمر للرضوخ إلى محاولاته المستمرة اصطحابها معه، غير أن المعنية بالأمر تفادت إبلاغ الأمر لعائلتها بالنظر إلى "عدم قدرة والدها التدخل لحمايتها"، محاولة دون جدوى في كل مرة مراوغة المعتدي دون الاصطدام معه. الاعتداء الذي عاشه محيط مؤسسة أفلاطون" الخصوصية، يأتي على بعد أيام قليلة من حادث اعتداء تعرض له مدير الثانوية التأهيلية "ابن الخطيب"، من طرف شخص غريب كان يجول داخل فضاء المؤسسة، قبل أن يتدخل المدير لمحاولة لإبعاده عن الفضاء التربوي، ما عرضه لاعتداء شنيع أثار احتجاجات واسعة في أوساط الأسرة التعليمية داخل المؤسسة. ويشتكي أطر وتلاميذ العديد من المؤسسات التعليمية في مدينة طنجة، من حالة "اللاأمن"، التي تعيشها فضاءاتها ومحيطها، بسبب استفحال العديد من الشوائب الأمنية، حيث باتت أماكن مفضلة لتسكع أعداد كبيرة من المراهقين والمنحرفين. ويشكل هذا الوضع الأمني المستفحل بمؤسسات التعليم في مدينة طنجة، تحديا كبيرا للأجهزة الأمنية، التي تبقى مطالبة في نظر مراقبين محليين إلى بذل مجهودات أكبر لمحاربة مختلف الشوائب الأمنية التي تثير الكثير من القلق داخل الأوساط التربوية والتعليمية. غير أن النقص الكبير في الموارد البشرية داخل الأجهزة الأمنية، يجعل تحقيق الأهداف المتوخاة من مجموعة من التدابير التي تباشرها مصالح الشرطة لاحتواء الظواهر الإجرامية، أمرا في غاية الصعوبة، رغم المجهودات المسجلة في هذا الإطار.