طفا مطلب إطلاق سراح معتقلي الحسيمة، بقوة مع حلول الذكرى الأولى لاندلاع شرارة الاحتجاجات المعروفة ب"حراك الريف"، على إثر مقتل بائع السمك محسن فكري، الذي قضى طحنا داخل آلية لتدوير النفايات في 29 أكتوبر 2016، وهي الذكرى التي تأتي بعد أيام قليلة مما يعرف ب"الزلزال السياسي" الذي يشار به إلى إعفاء الملك محمد السادس لعدد من الوزراء ومسؤولي المؤسسات العمومية، لعلاقتهم بختلالات شابت البرنامج التنموي "الحسيمة منارة المتوسط". أحمد الزفزافي، والد أيقونة الحراك، ناصر الزفزافي، وجد في حلول الذكرى الأولى لاندلاع الاحتجاجات، مناسبة لتجديد المطالبة بإطلاق سراح إبنه الموجود رهن الاعتقال، رفقة سجناء آخرين على خلفية نشاطاتهم في هذه الاحتجاجات. حيث اعتبر أنه من المفروض أن يتم إطلاق سراحهم، ﻷنهم "لم يريقوا قطرى دم واحدة، ولم يكسروا ولم يخربوا". "إذا كنتم عندكم أدلة على تورط أبنائنا في أية أعمال مخالفة للقانون، فآتوا برهانكم إن كنتم صادقين"، يضيف الزفزافي الأب، في مقابلة مع جريدة طنجة 24 الإلكترونية. وقال أحمد الزفزافي، أن "الذكرى الأولى لمقتل محسن فكري، في أقذر مكان، قد حلت، فإذا بأبنائنا متواجدون في المعتقلات، مما يعني أن لا شيء تغير منذ تلك الحادثة الرهيبة". واعتبر والد أيقونة "حراك الريف"، أن سكان الحسيمة كانوا يخرجون للشوارع لعل العقليات تتغير، لكن بدلا من أن تتغير هذه العقليات، تم الزج بأبنائنا في السجون. وفي 29 ماي 2017 إعتقلت الأجهزة الأمنية المغربية ناصر الزفزافي، بتهمة مقاطعة إمام مسجد أثناء إلقائه خطبة الجمعة، واتهمته "بإهانة خطيب" مسجد محمد الخامس و"إلقاء خطاب استفزازي". وأظهر شريط فيديو الزفزافي وهو ينتقد بشدة إمام المسجد وفكرة أن تعمم وزارة الأوقاف خطبة الجمعة على الخطباء. وهاجم الزفزافي الإمام ووصفه بالكاذب، وقال "يقولون لنا الفتنة.. هناك شباب لا يجدون قوت يومهم وهناك شباب هجروا خارج البلد"، وتابع أن "الفتنة هي (مهرجان الموسيقى) موازين، الفتنة (...) هي الأجساد العارية التي تبث على قنوات الدولة التي تتكلم عن نفسها أنها إسلامية". وكان وزير الشؤون الإسلامية أحمد التوفيق قال لوكالة الأنباء الفرنسية إن الزفزافي "أثار البلبلة أثناء الصلاة وأهان خطيب" مسجد محمد الخامس، مشددا على أن "ما قام به صباح اليوم هو عمل غير مسبوق (...) إنها جريمة خطرة. ويؤكد مؤيدون للزفزافي أن الخطبة كانت مجرد حجة لاعتقاله، إذ إن اسمه كان مطلوبا منذ بروزه قائدا لحراك الريف وحضوره المستمر في بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي. واعتقلت الأجهزة الأمنية، 22 شخصا يشكلون نواة "الحراك"، حسب أرقام رسمية، لكن محاميا تحدث عن اعتقال 70 شخصا.