انطلقت أمس الأربعاء بطنجة أشغال الدورة الثانية من المؤتمر المتوسطي حول تطبيقات المدن الذكية، بمشاركة ثلة من الأكاديميين والخبراء والطلبة والفاعلين الاجتماعيين والاقتصاديين من عدة بلدان. ويعرف المؤتمر، المنظم بمبادرة من الجمعية المتوسطية للعلوم والتكنولوجيا بتعاون مع كلية العلوم والتقنيات بطنجة وجامعة عبد المالك السعدي، مشاركة 13 محاضرا بارزا من المغرب والخارج، بالإضافة إلى عقد أزيد من 100 جلسة علمية و5 ورشات عمل حول مختلف تطبيقات المدن الذكية. في كلمة بالمناسبة، اعتبر عميد كلية العلوم والتقنيات، محمد عدو، أن هذه التظاهرة فرصة من أجل مناقشة مجموعة من القضايا الراهنة التي تتقاطع مع تطبيقات المدن الذكية، مبرزا أن هذه المدن تشكل اليوم مقاربة جديدة تقتضي استعمال تكنولوجيا الإعلام الجديدة بشكل يحسن من الخدمات الحضرية والعلاجات الطبية والأمن الصناعة ومجالات أخرى. وأضاف أن اللقاء مناسبة من أجل تحسيس الطلبة الشباب بأهمية العلوم والابتكار وتشجيع الثقافة التكنولوجية وتطوير المعرفة العلمية والتقنية، بالإضافة إلى البحث عن سبل جديدة لتطوير البحث والابتكار في المجالات الاجتماعية والاقتصادية على قاعدة مشاريع تعاونية. من جهة أخرى، أشار السيد عبو إلى أن المغرب حقق، خلال السنوات الأخيرة، منجزات كبرى في مجال التنمية الاقتصادية والتطور التكنولوجي، مبرزا أن دور الجامعة يتمثل في إعطاء زخم جديد للبحث العلمي والتكوين باعتبارهما بعدين استراتيجيين للتعاون بين القطاعين العام والسوسيو اقتصادي. كما توقف عند مشروع المدينة المستقبلية الذكية والمندمجة "إي سيت فوتور 2017 – 2020"، مشيرا إلى أن جامعة عبد المالك السعدي تعتبر المؤسسة الجامعية الوحيدة بالقارة الإفريقية التي انخرطت في هذا المشروع إلى جانب جامعات بكين وسنغافورة وباريس ومؤسسات فرنسية شهيرة أخرى. ولاحظ أن هذا المشروع، الذي يتطلب ميزانية سنوية بقيمة تصل إلى 9 ملايين أورو، يهدف بالأساس إلى تطوير تكوين متميز من أجل الاستجابة إلى حاجات مدينة الغد الذكية، التي ستتوفر على تكنولوجيا دقيقة، لافتا إلى أن الهدف يتمثل في إدماج جامعة طنجة ضمن شبكة دولية للجامعات والمدن المستقبلية المندمجة والذكية، ومن خلال ذلك تقاسم التجربة مع مدن مغربية أخرى، ولم لا مع حواضر إفريقية. من جانبه، اعتبر رئيس المؤتمر والجمعية المغربية للعلوم والتكنولوجيات، محمد بن أحمد، أن هذا الملتقى الذي يلتئم فيه عدد من الخبراء المغاربة والأجانب، القادمين من كندا والصين والهند والسنغال وتونس وفرنسا وإسبانيا وبالبرتغال، يروم تبادل التجارب حول استعمال الأنظمة المعلوماتية في مجال التدبير الحضري، خاصة في قطاعات الإدارة والنقل والصحة والتعليم. وفي معرض حديثه عن واقع حال المدن الذكية، أكد السيد بن أحمد أن المغرب في الطريق الصحيح من أجل بناء مدن الغد الذكية والمستدامة، وذلك أخذا بعين الاعتبار البنيات التحتية التي وضعها مختلف الفاعلون والحلول التي تتوفر عليها المقاولات الكبرى والإرادة الجلية للمضي في هذا الاتجاه. وسيلقي المؤتمر، الذي تمتد أشغاله لثلاثة أيام، الضوء على أنظمة النقل الذكية، وتقنيات تخزين البيانات الكبيرة والحوسبة السحابية وتطبيقاتها في مجال الرعاية الصحية والنقل وخدمات المدن الذكية، والتخطيط العمراني الذكي، والخدمات التطبيقية الذكية، وتكنولوجيا المدن الذكية، والأنظمة الآلية والمؤمنة لإدارة المباني والمجمعات. كما يشكل فرصة لإقامة شراكات وتعاون بين الفاعلين المحليين بالمغرب ونظرائهم من دور الجوار المتوسطي، وبين الجامعات المغربية ونظيراتها الأجنبية، ولبحث سبل تطبيق مشاريع التعاون في مجالات البحث العلمي ذات الاهتمام المشترك.