اقترب المنتخب المغربي لكرة القدم من التأهل لبطولة كأس العالم التي ستقام العام المقبل في روسيا، بعد أن أنهى الجولة الخامسة على صدارة المجموعة الثالثة. ويكفي "أسود الأطلس" الحصول على نقطة واحدة من مباراتهم في الجولة الأخيرة، الشهر المقبل، أمام كوت ديفوار الذي يسعى بدوره للفوز والتأهل لمونديال روسيا. واعتلى أسود الأطلس قمة المجموعة الثالثة برصيد 9 نقاط، بفوزهم في الجولة الماضية على الغابون بثلاثية نظيفة بفارق نقطة واحدة عن كوت ديفوار،فيما تحتل الغابون المركز الثالث برصيد 5 نقاط، وتذيلت مالي المجموعة برصيد ثلاث نقاط. ويحل المنتخب المغربي ضيفًا على نظيره الإيفواري في 11 نوفمبر/ تشرين ثان المقبل في العاصمة أبيدجان، في مباراة ستكون صعبة، وفق خبراء ومحللين رياضيين مغاربة. إلّا أن الخبراء أكدوا في تصريحاتهم للأناضول أن كافة المؤشرات تفيد أن بطاقة المجموعة الثالثة والتأهل للعرس العالمي ستكون من نصيب المغرب. وقال حسن مومن، المحلل الرياضي والمدرب الوطني السابق إن "المقابلة السابقة أمام الغابون كانت بمثابة نصف نهائي، والآن نستعد للمباراة النهائية أمام البلد المنظم (المستضيف)". وأوضح "منتخب كوت ديفوار مطالب بالانتصار لأنه يلعب أمام جمهوره، بينما المغرب أمامه خياران، إما الفوز أو التعادل لضمان التأهل". وأضاف أن كل فريق سيبحث عن طريقة إدارة اللقاء، والمغرب ليس من مصلحته اللعب من أجل التعادل، لأن التعادل دائما يكون خادعًا للفريق الذي يلجأ إلى الدفاع". وأشار مومن أن "أسود الأطلس" أصبح يلعب بأسلوب يتميز بالضغط العالي على حامل الكرة، سواء على ملعبه أو خارجه، وذلك منذ مجيء المدرب الحالي الفرنسي هيرفي رونار، وأن هذا الأسلوب تعود عليه اللاعبون المغاربة وتدربوا عليه جيدًا، لافتًا أنه "في المباراة الأخيرة أمام الغابون، بدأ المنتخب المغربي يعتمد على الكرات القصيرة والهجمات المنظمة". وذهب الخبير في الشأن الكروي، منصف اليازغي إلى القول أنه "في السابق كان تحقيق حلم التأهل رهين حسابات معقدة تبنى على نتيجة المباراة الأخرى، أما اليوم فالمغرب بين يديه مفاتيح التأهل". وقال اليازغي "كانت لدينا نقطتان حصلنا عليهما في الجولة الأولى والثانية من تعادلين، اليوم لدينا 9 نقاط، ونتصدر المجموعة، ولدينا خياران، إما التعادل أو الفوز". وأضاف "الإشكال الذي يطرح، هو أن المغاربة متخوفون من سيناريو 2001، عندما واجه المنتخب المغربي نظيره السنغالي، في مباراته الأخيرة ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم، كان يكفيه التعادل في دكار، لكننا انهزمنا وأقصينا". إلّا أن اليازغي لفت "اليوم لدينا مدرب أجنبي له خبرة في كرة القدم الإفريقية، كان مدربًا لكوت ديفوار، ولا أعتقد أنه سيلعب من أجل التعادل، لأنه يعرف جيدًا أن اللاعبين إن فكروا في الاكتفاء بالتعادل، قد يحطمون آمال المغاربة". وشدّد على ضرورة أن تعتمد خطة اللعب على الهجوم، لأن هدفًا مبكرًا للمنتخب المغربي سيُبعثر كل أوراق الخصم. وأشار الخبير الرياضي إلى تراجع مستوى المنتخب الإيفواري في أمم إفريقيا التي أقيمت بداية العام الجاري في الغابون، حيث ودعوا البطولة مبكرًا من الدور الأول عقب خسارتهم من المغرب بهدف دون رد في الجولة الثالثة. وتراجع أداء منتخب كوت ديفوار، في الجولتين الأخيرتين من التصفيات، وتعادل في الجولة الخامسة مع مالي بدون أهداف، بعد خسارته في سبتمبر/ أيلول الماضي أمام الغابون بهدفين مقابل هدف. في المقابل يعيش المنتخب المغربي، بحسب اليازغي، حالة من الصعود والانتعاش، ومباراته الأخيرة كانت قمة بكل امتياز، و"المغاربة لا يتذكرون صراحة متى لعب المغرب بهذا المستوى المقنع جدًا"، لافتًا أن أسود الأطلس لديهم لاعبون محترفون لا ترهبهم أجواء الحماس في مدرجات ملعب أبيدجان. من جهته، اعتبر المحلل الرياضي هشام رمرام أنه "ليس لدينا سيناريو آخر غير التعادل على الأقل لكسب نقطة تفصلنا عن التأهل". إلّا أن رمرام أضاف مستدركًا "المهمة تبدو سهلة لكنها تكتسي ببعض الصعوبة، لدينا ذكرى سيئة في ملعب أبيدجان فلم يسبق لنا أن انتصرنا واكتفينا بتعادل واحد، لكن فريقنا تطور كثيرًا وأصبح مقنعًا". بدوره أكد المدرب الوطني عزيز العامري أن مواجهة كوت ديفوار ستكون صعبة جدًا لأن الفريق الخصم ليس سهلًا. وأضاف العامري "بالتأكيد المنتخب المغربي يربح ثقته في نفسه مقابلة بعد مقابلة، عكس المنتخب الخصم عقب نتائجه المتواضعة". وأضاف أنه دعا دائمًا لترك المدرب رونار للقيام بعمله مع عناصر المنتخب بعيدًا عن الضغوط، واليوم نعترف أن عمله بدأ يعطي النتائج واعترف العامري بوجود تخوّف قبل المواجهة، لكنه استدرك بالقول: "عزيمة المغرب وقتالية لاعبيه، يجعلنا نقول بأنه من الصعب جدًا أن تتأهل كوت ديفوار، نحن الأقرب إلى تحقيق ذلك". وأشار المدرب الوطني إلى أن قوة أي فريق هو دفاعه، والأقل استقبالًا للأهداف هو المرشح دائمًا للتتويج، مضيفًا "إن كانت شباكك نظيفة يكفيك تسجيل هدف واحد لكسب النقاط الثلاث". ويتمتع المنتخب المغربي بأقوى دفاع في العالم، خلال التصفيات المؤهلة لكأس العالم في مختلف القارات، فمنذ انطلاق المجموعات ظلّت شباكه نظيفة، ولم يتلقَ أي هدف، خلال مباريات الجولات الخمس الأولى، وهو بذلك المنتخب الوحيد في العالم الذي لم يدخل مرماه أهداف إلّا أن المنتخب الإيفواري يشكل عقدة كبيرة للمغاربة حتى وقت قريب، ولم يتمكن أسود الأطلس من التغلب عليه لمدة 23 عامًا في المواجهات الرسمية، قبل الفوز عليه في يناير/ كانون الثاني الماضي في أمم إفريقيا بالغابون. ولم يسبق للمغرب أن فاز على كوت ديفوار في العاصمة أبيدجان، وانتهت آخر مباراة جمعتهما هناك بالتعادل الإيجابي بهدف لكل منهما، ضمن تصفيات مونديال 2014. وتغلب المنتخب المغربي، الثلاثاء الماضي، على نظيره الكوري الجنوبي بثلاثة أهداف مقابل هدف وديًا، استعدادًا لخوض المباراة المصيرية أمام كوت ديفوار. ووفقًا للوائح الفيفا، تم تقسيم 20 منتخبًا إلى 5 مجموعات في المرحلة الأخيرة للتصفيات الإفريقية، حيث يتأهل أصحاب المراكز الأولى فيها إلى مونديال روسيا مباشرة. وصعد رسميا حتى الآن منتخبا مصر ونيجيريا..ويقترب جدا منتخب تونس من الصعود. *وكالة الأناضول