قال سمير عبد المولى العمدة السابق لمدينة طنجة والقيادي الجديد بحزب العدالة والتنمية أن مطلب الشعب المغربي اليوم هو تجديد النخبة لأنها في الحقيقة ليست حاجة عرضية ، وإنما ارتقت اليوم ، أكثر من أي وقت مضى، إلى مستوى الضرورة القصوى، لضخ دماء جديدة في شرايين الحياة السياسية عموما والحكومية خصوصا، والتي هرمت وأصبحت جزءا رئيسيا في المشكل عوض أن تكون جزء من الحل. واعتبر عبد المولى في حديث لموقع "طنجة 24"، أن الإشكالية اليوم تظل مرتبطة بصيغ ووسائل وسبل وإجراءات وثقافة ونهج تحقيق هذا المبتغى الذي هو محط اجتماع الفعاليات الحية بالمغرب وعلى رأسهم حزب العدالة والتنمية، لأنه بكل بساطة، لكل زمن رجالاته وأطره ونخبه، وأنه للتاريخ ورمزيته دور في الحاضر، مثلما هو للحاضر وشبابه ونخبه من أدوار، هذا هو السبيل الأجدى و الأنجع ، لأن بلادنا تحتضن فعاليات وكفاءات شبابية ، إلا أنها مازالت مهمشة من طرف النخبة التقليدية التي تتخوف من سحب البساط من تحت أقدامها، حسب ما جاء في تصريحيه.
وأضاف سمير عبد المولى، أنه هذه الأخيرة –أي النخب التقليدية -، ستظل تعاكس أي تغيير بهذا الخصوص وبجميع الوسائل والطرق الممكنة. وقال في هذا الصدد: فإذا كان هناك شبه إجماع في المغرب على أن المشاركة السياسية للوجوه الجديدة ضرورية لتفعيل التغيير، فإن البعض يرى أن مشاركتها في ظل تحكم أناس أكل الدهر عليهم وشرب كالماجيدي والهمة الغير مناسب في المكان غير المناسب في الوقت غير المناسب ، وبالمقابل فإن التفكير في التغيير يبدأ بخلق قطيعة مع هؤلاء ومع الماضي بكل سلبياته، من أجل خلق ديمقراطية حقيقية ، تحس بهموم الشباب وتستحضرها في كل وقت وحين ، مما يجعلنا أقرب لمشاكلهم ومعاناتهم سواء في البطالة أو التعليم أو السكن وغيرها من المشاكل التي أضحت معضلات بفعل التراكمات وسوء التدبير والفساد.
وعن سر إعجابه بالنموذج التركي، قال سمير عبد المولى أن هذا النموذج أعطى المثال للشعوب العربية في كون الأحزاب الإسلامية هي المؤهلة لإحداث تنمية حقيقية بالمجتمعات العربية ، أوضح بأنه النموذج الأقرب إلينا و لظروفنا الحالية ، وذلك لوجود أوجه تشابه متعددة جغرافيا واجتماعيا واقتصاديا وما يشجع أكثر هو أن حزب العدالة والتنمية التركي استطاع أن يحقق ديمقراطية مستقرة واقتصادا مزدهرا ، حتى أنه يُشار إليه على أنه النموذج الوحيد الناجح بالعالم الإسلامي في الديمقراطية والحداثة وأعرب عن ترحيبه بأن يكون الإسلام الحنيف "المخزون الفكري لحزب عصري" مطالبًا في هذا الإطار باستلهام نموذج "العدالة والتنمية"في تركيا، باعتباره "يستحق الدراسة والتأمل من جانبنا".