تظاهر مئات المغاربة، مساء أمس الجمعة، لليوم الثاني على التوالي بمدينة طنجة، احتجاجا على مشاركة مغنية إسرائيلية في فعاليات مهرجان لموسيقى الجاز بالمدينة ذاتها. وبحسب مراسل الأناضول، دعت إلى المظاهرة الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني (غير حكومية)، بمشاركة هيئات سياسية ومدنية. وجدد المتظاهرون رفضهم لمشاركة الفنانة "نوعام فازانا" في مهرجان "طنجة جاز" الدولي الذي تتواصل فعالياته حتى مساء اليوم السبت. وانتقد المحتجون من خلال شعارات المظاهرة ما اعتبروه ب"الخطوة التطبيعية مع الكيان الصهيوني" ، في إشارة إلى إسرائيل. كما هتفوا وهم يرفعون الأعلام الفلسطينية، شعارات تندد بسياسات "التطبيع"، من قبيل "لا اعتراف لا تطبيع"، " المغرب أرضي حرة والصهيوني يطلع برا"، "الشعب يريد تجريم التطبيع"، "فلسطين ليست للبيع". الحقوقي المغربي، عبد الله الزايدي، رئيس الجمعية الداعية للمظاهرة، قال إن "تنظيم الوقفة لليوم الثاني على التوالي، اقتضته ضرورة إيصال الرسالة لإدارة المهرجان وللمجندة الإسرائيلية (فازانا)، التي تبين من خلال برنامج المهرجان مشاركتها على مدى يومين". وأوضح الزايدي، في حديث للأناضول، على هامش الوقفة، أن "المضي في هذا الشكل الاحتجاجي يدل على الدخول في مسلسل جديد، وهو مسلسل النضال المستمر، ضد كافة أشكال التطبيع مع الكيان الإسرائيلي". واعتبر الناشط الحقوقي المغربي، أن "الدخول في هذا المسلسل كان بالإمكان تفاديه في حالة تجاوب إدارة المهرجان مع أصوات القوى الحيّة في المغرب التي ترفض استضافة من ساهم في إراقة قطرة دم واحدة من دماء الشعب الفلسطيني. ولفت أن جمعيته وكذا الفعاليات المشاركة في الوقفة، "ليست ضد المهرجان في حد ذاته، ولكن ضد الذين سعوا إلى التطبيع تحت ذريعة الحوار والاختلاف والتلاقي السلمي بين الشعوب". وينتظر، أن تتواصل الاحتجاجات ضد مشاركة "فازانا"، في فعاليات المهرجان، لليوم الثالث، حيث دعت الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، دعوة جديدة للفعاليات المدنية والحقوقية، للمشاركة بكثافة في وقفة جديدة، مساء اليوم. وشاركت المغنية الإسرائيلية "نوعام فازانا"، في سهرة موسيقية، مساء الجمعة، كما ينتظر أن تحيي سهرة ثانية السبت، ضمن فعاليات المهرجان الذي تنظمه مؤسسة "لورين" (غير حكومية)، خلال الفترة ما بين 14 و17 سبتمبر/أيلول الجاري. وفي تعليق لها على الدعوات الرافضة لمشاركتها في المهرجان، كتبت "نوعام فازانا" على صفحتها ب"فيسبوك"، الجمعة، "تلقيت ضغوطًا كبيرة من حركة (بي دي أس/عالمية لمقاطعة إسرائيل) لإلغاء حفلي بالمغرب". وتابعت موضحة "لكن وصلتني أيضا كلمات ترحيب جميلة من الجمهور الذي حضر حفلتين سابقتين أحييتهما في هذا البلد". ومساء أول أمس الخميس، شهدة مدينة طنجة، مظاهرة مماثلة، دعت لها نفس الجمعية، وشارك فيها المئات من الرافضين لوجود المعنية الإسرائيلية بالمهرجان. وفي ديسمبر/كانون أول 2000، أغلق المغرب مكتب الاتصال الإسرائيلي بالعاصمة المغربية الرباط بالتزامن مع انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الثانية؛ ما يعني قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. -