انطلقت في قرية مداغ باقليم بركان، مساء السبت، فعاليات الدورة الثامنة عشر للملتقى العالمي للتصوف الذي تنظمه القادرية البودشيشية، وهي أكبر طريقة صوفية في المملكة. تُنظم هذه الدورة بشراكة مع المركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام، تحت شعار "التصوف والقيم الدينية والوطنية من أجل تأسيس مواطنة شاملة". ويشهد الملتقى مشاركة علماء ومفكرين وباحثين من مختلف القارات، وسيناقشون الموضوع الرئيس الذي يعبر عنه شعار الدورة الراهنة. ومنذ ساعات الصباح الباكر، بدأ يتوافد على مقر الطريقة منتسبون (مريدون) من مختلف أرجاء المغرب والعالم، للمشاركة في الملتقى المتواصل حتى 28 شتنبر الجاري، الذي يصادف الاحتفال بذكرى المولد النبوي.
ودأبت الطريقة القادرية البودشيشية على إحياء هذه المناسبة بتنظيم "الليلة الكبرى"، وهي ليلة يجتمع فيها المريدون حول شيخ الطريقة جمال الدين بودشيش، لمدح رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
وقال منير القادري بودشيش، نجل شيخ الطريقة ومدير الملتقى، إن "الملتقى ينظم هذه السنة في سياق استثنائي وخاص يتجلى في المصاب الجلل الذي حلّ بالمغاربة والمتمثل في الزلزال المدمر". وتابع بودشيش في تصريحات صحفية "لقد تجند المغاربة لمواجهة آثار الزلزال بكل رضى وإيمان، وقدموا درسا في القيم الوطنية". ومضى قائلا إن هذه الهبة الشعبية "تدور حول قيم التضامن والتآزر وتقدم درسا في التآخي، والشعب المغربي متشبع بالتربية الإسلامية". وموضوع الملتقى "يأتي في تناغم وانسجام مع هذا السياق، لتسليط الضوء على قيم المحبة والإيثار والتضامن والتآخي والتآزر، للتأكيد عليها كمخزون تربوي وقيمي للتصوف، الذي هو من ثوابت الهوية الإسلامية"، كما ختم بودشيش.