انطلقت في المغرب الدورة السابعة عشرة للملتقى العالمي للتصوف الذي تنظمه "القادرية البودشيشية"، أكبر طريقة صوفية في المملكة. وبدأت الدورة في قرية مداغ ببركان، مساء الأربعاء، بشراكة مع المركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام المعاصر تحت شعار "التصوف وسؤال العمل: من إصلاح الفرد إلى بناء المجتمع". وهذه المرة الأولى التي تنظم فيها الطريقة ملتقاها العالمي للتصوف بشكل حضوري بعدما فرضت جائحة كورونا تنظيم نسختين عن بعد. ويشارك في الملتقى مسؤولون وعلماء وخبراء وأكاديميون من المغرب ودول أخرى، فضلا عن منتسبين للطريقة من أنحاء العالم. وقال مدير الملتقى منير القادري بودشيش، نجل شيخ الطريقة، إن هذه الدورة تستمر بين 5 و10 أكتوبر الجاري، وأضاف للأناضول، أن "الملتقى أصبح محطة أكاديمية وعلمية لا فلكلورية تمزج بين البعد الروحي والأخلاقي والعلمي". وأوضح أن موضوع الدورة يأتي في سياق التفاعل مع ظاهرة أضحت منتشرة بشكل كبير، وهي "القول بلا فعل". وشدد على أن "التربية الروحية والأخلاقية تكرس ثقافة العمل مقرونا ومتلازما بالقيم الأخلاقية من الصدق والإخلاص.. والعمل دون إخلاص كالجسد دون روح". وزاد أن "الإنسان يجب أن يستشعر عظمة الله، وتكون في قلبه خشية يتحقق بها السلم والأمان، ويحب لنفسه ما يحب للآخر، ويعمل بالقيم حتى يصير العمل جسدا بروح تعم ثماره الإنسان والمجتمع". وعلى غرار الدورات السابقة، تشهد الدورة الراهنة من الملتقى أنشطة موازية منها معرض للكتاب والمنتديات الإسلامية للبيئة وتركز على "أزمة ندرة المياه ما بين الحلول التقنية وضرورة إيقاظ الضمائر". فيما يركز منتدى الأخلاق والتكنولوجيا على "الولوج إلى الطاقة: أزمة مستدامة أم تحول المفاهيم (؟)"، ومنتدى القرية التضامنية وجعل شعاره "مغاربة العالم: ركيزة أساسية لتطوير الاقتصاد الاجتماعي".