طبق فني جديد، قدمه مهرجان "ثويزا" للثقافة الأمازبغية في خاتمة فعاليات دورته الثالثة عشر، التي كانت عبارة عن سهرة فنية أحياها ثلاثة فنانين مغاربة، يتعلق الأمر بأحد رموز الأغنية الشبابية، وهو الشاب "حفيظ الدوزي"، ونجمة الأغنية الحسانية "رشيدة طلال"، بالإضافة إلى المجموعة الريفية "إثران". وكعادته، نجح الفنان الشاب "الدوزي"، الذي كانت ساحة "المرسى"، فضاء السهرة التي تضمنت الفقرة المخصصة له، في إثارة حماس الجمهور العريض، الذي عبر بغير قليل من الحماس عن تجاوبه وتفاعله الحار، من خلال ترديد كلمات أغانيه القديمة والجديدة، مما يعكس شعبية هذا الفنان الشاب لدى الجمهور المغربي الذي تحولت طنجة إلى وجهته خلال الأيام الأربعة لهذا المهرجان الذي أصبح يشكل علامة ثقافية بارزة في الفضاء الوطني والمحيط المتوسطي للمغرب. وهكذا، عاش الجمهور الغفير لحظات من التجاوب المباشر مع مختلف المقطوعات من الريبيرتوار الغنائي للفنان حفيظ الدوزي، حيث سافروا بوجدانهم مع كلمات أغنية "مازال مازال"، كما رقصوا على إيقاعات أغنية "آيلي آيلي"، وغيرها من الأغاني المحببة للجمهور. من جهتها، برهنت الفنانة رشيدة طلال القادمة من الأقاليم الجنوبية للمملكة، عن قدرتها على أداء أساليب مختلفة عصرية وشعبية فضلا عن طابعها الصحراوي الأصيل. وبحيويتها المعهودة في أهالي الصحراء المغربية، قدمت نجمة الفن الحساني، باقة من الأغاني ذات الطابع الصحراوي، إلى جانب مزيج من أغاني التراث المغربي، تفاعل معها الجمهور . ولم تخلو هذه السهرة، من العمق الثقافي الأمازيغي لهذا المهرجان، إذ تجدد موعد جمهور التظاهرة، مع مجموعة "إثران"، التي أتحفت المتفرجين بشذرات من الفنون الغنائية لمنطقة الريف، على غرار إيوشيشم بابام شم عاد تمزيانت" ، تخسخصم أمرتشينو ، تشقد ثماتينو ، أذريخ كزرو ، أرحار أذيبدر ،أوني إزوان أمان وغيرها من الأغاني القديمة والجديدة والتي صفق وتفاعل معها الجمهور كثيرا. وقدم مهرجان "ثويزا" ، على مدى أيامه الأربعة، أطباقا فنية تمثلت في عروض موسيقية متنوعة عكست غنى وتنوع الروافد الموسيقية ،أحيتها اسماء فنية وازنة الفنان الطنجاوي "تيو تيو" و ميمون رفروع، و مجموعة أكراف، ثم الرابور "مسلم"، وكذا الفنان "ديجي فان". ورغم اختلاف هذه الالوان الموسيقية وتنوع ريبيرتواراتها الغنائية ولغاتها والمواضيع التي تطرقت اليها، فقد تجاوب معها الجمهور بشكل عكست الذوق الراقي للجمهور المغربي ومسايرته للموجات الموسيقية المتنوعة الجمهور مع إظهار شعار ثويزا وموازاة مع ذلك تضمن برنامج المهرجان، الذي تنظمه مؤسسة المهرجان المتوسطي للثقافة الأمازيغية، فقرات ثقافية مختلفة من ندوات وحلقات نقاش شارك فيها باحثون ومفكرون مغاربة وأجانب ،وهمت مختلف القضايا الادبية والاقتصادية والفكرية والسياسية التي تستأثر باهتمام الرأي العام الوطني والإقليم. وحسب المنظمين، فإن المهرجان، الذي حملت دورته الأخيرة لشعار "في الحاجة للمثقف"، يشكل حدثا سياحيا وثقافيا بامتياز يواكب الطفرة البنيوية والتنموية التي تعرفها منطقة طنجة الكبرى والتي تتعزز من سنة لأخرى كوجهة سياحية وطنية مهمة تستقطب اهتمام اعداد كبيرة من السياح المغاربة والاجانب.