تجددت الاحتجاجات بمدينة إمزورن بإقليم الحسسيمة الأحد ، في الوقت الذي نظم فيه عدد من تجار المدينة إضرابا عاما، للمطالبة بالإفراج عن معتقلي "حراك الريف". ونشر بعض النشطاء الحقوقيين على موقع "فيسبوك"، مقاطع فيديو بتقنية المباشر، تبين خروج عدد من المتظاهرين (قدر بالمئات) في مسيرة احتجاجية بإمزورن (المدينة الذي ينحدر منها محسن فكري، الذي أدى مقتله طحنا داخل شاحنة قمامة، إلى اندلاع حراك الريف). وتأتي هذه المسيرة بعدما نظم عدد من تجار المدينة إضرابا عاما عبر إغلاق محلاتهم. وهتف المشاركون بشعارات تتضامن مع "حراك الريف"، وتطالب بالإفراج عن المعتقلين. وأشعل بعض الناشطين الشموع لروح عماد العتابي؛ الذي يعتبر أول حالة وفاة منذ انطلاق حراك الريف في أكتوبر 2016. والثلاثاء أعلنت النيابة العامة بالمغرب، عن وفاة العتابي، متأثرا بجروح أصيب بها في مسيرة احتجاجية يوم 20 يوليوز المنصرم بمدينة الحسيمة. وقال بيان للوكيل العام للملك، بمحكمة الاستئناف بالحسيمة، إن "عماد العتابي، الذي سبق نقله للمستشفى العسكري بالعاصمة الرباط لتلقي العلاج إثر إصابته بمنطقة الرأس، وافته المنية اليوم(الثلاثاء)". وأشار البيان، أنه سبق للنائب العام بالمحكمة الابتدائية بالحسيمة، بأن كلّف الشرطة القضائية بمدينة الدارالبيضاء، بإجراء تحقيق معمق حول الواقعة، بغية الكشف عن ملابسات الوفاة وأسبابها. وأفاد أن "الأبحاث (التحقيقات) ما تزال متواصلة تحت إشراف النيابة العامة، وأنها ستذهب إلى أبعد مدى، وفور انتهائها سيتم ترتيب الأثار القانونية عليها وإخبار الرأي العام بالنتائج التي تم التوصل إليها". وتعتبر وفاة الناشط، أول حالة وفاة منذ انطلاق حراك الريف في أكتوبر 2016. وأصيب العتابي، على مستوى الرأس إثر تدخل قوات الأمن لفض مسيرة احتجاجية محظورة في يوليو الماضي. وتم نقل العتابي إلى المستشفى المحلي في الحسيمة، قبل أن تعلن النيابة العامة عن نقله إلى المستشفى العسكري بالرباط، التي رقد فيها بحالة غيبوبة حتى وفاته الثلاثاء. ومنذ أكتوبر الماضي، تشهد الحسيمة ومدن وقرى أخرى في منطقة الريف، احتجاجات متواصلة، للمطالبة ب"التنمية ورفع التهميش ومحاربة الفساد". وتجاوز عدد الموقوفين على خلفية الاحتجاجات أكثر من 250 شخصا، بينهم العشرات تم الحكم عليهم ابتدائيا.