اختارت السلطات الاسبانية، مناسبة الذكرى السنوية الخامسة عشر لاجتياح جزيرة "ليلى" المغربية، لاستعراض عضلات جيشها من خلال تسريب شريط فيديو، يوثق للحظات اقتحام الجزيرة وإلقاء القبض على ستة جنود كانوا يقومون بمهام أمنية انطلاقا من هذه الصخرة التي كادت أن تكون بمثابة شرارة نزاع مسلح بين البلدين الجارين. وسمحت السلطات الإسبانية، لخمسة من ضباط كبار من القوات الخاصة التابعة لها بتقديم معلومات مثيرة لأول مرة، عبر صحيفة "الإسبانيول" عن اقتحام جزيرة ليلى في ليلية 17 يوليو 2002، واعتقال ستة جنود مغاربة. الفيديو الذي انفرد موقع "إنتيرفيو" الإسباني بنشره، ورفع على موقع "يوتيوب" في الساعة الأولي من صباح اليوم الاربعاء، رصد أهم لحظات اعتقال الجنود المغاربة الستة وتصفيدهم، وإجلاسهم على الأرض، وهم محاطون بجنود من القوات الخاصة الإسبانية، محملين بالأسلحة، بينما يظهر الجنود المغاربة مجردين من الأسلحة.
ويبدو الهدف من هذا الشريط المصور، وهو رغبة الدولة الإسبانية النيل من سمعة المملكة المغربية؛ حيث تعمد الفيديو نشر لحظة وضع غطاء أبيض على رأس الجنود المغاربة، وكشف وجوه بعضهم، بينما أخفى ملامح وجوه الجنود الإسبان. يذكر أنه في أواسط يوليو 2002، هاجمت فرقة من القوات الإسبانية جزيرة "ليلى"، التي تقع على بعد 14 كيلومتر عن أقرب نقطة إسبانية، و200 متر فقط على السواحل المغربية، وروعت ساكنيها الذين لم يكونو سوى امرأة عجوز ترعى قطيعا من الماعز، ونشبت على أثرها أزمة دبلوماسية حادة بين المغرب وإسبانيا كادت تتحول إلى نزاع عسكري، حال دون نشوبه تدخل أمريكي.