تعيش جماعة اكزناية، بضواحي مدينة طنجة، على وقع حالة إحباط كبيرة في أوساط الرأي العام المحلي، بسبب العراقيل المستمرة التي تفرمل عجلة الدينامية التنموية التي تشهدها منذ قرابة سنتين، حيث يعتبر تلكؤ الوكالة الحضرية لطنجة، في الإفراج عن تصميم التهيئة أحد بواعث حالة التذمر السائدة. ويعتبر منتخبو هذه الجماعة التي توصف بانها قطب حضري صاعد، أن هذا التلكؤ المتواصل من طرف مسؤولي الوكالة الحضرية، يجعلهم في مواجهة مباشرة مع الساكنة الذين وضعوا فيهم ثقتهم من خلال انتدابهم للترافع عن طموحاتهم التنموية ومصالحهم الإقتصادية والاجتماعية، وهو ما من شانه أن يؤدي إلى إفراغ العمل التمثيلي من مضمونه وفلسفته. وتراهن فعاليات المنطقة بسياسييها ومستثمريها بشكل كبير على تصميم التهيئة، الذي يعد وثيقة مرجعية أساسية للأنشطة المتعلقة بالبناء والتعمير، بالنظر إلى دورها الكبير في الإسهام في تحفيز التنمية المحلية وتحريك عجلة الدورة الاقتصادية. ويبدو إصرارالوكالة الحضرية على تجميد هذه الوثيقة الأساسية، في نظر فعاليات المدينة ومنتخبيها، غير مبرر، على اعتبار أن التحديات المرتبطة بالبناء العشوائي وخروقات التجزيء السري، أصبحت من الماضي، بفضل الإجراءات والتدابير الزجرية التي تم القيام بها تحت إشراف السلطات المحلية، من أعلى مستوياتها، ويتعلق الأمر بوالي الجهة محمد امهيدية. وتؤكد جميع المكونات السياسية والمدنية، على أنه يجب على الوكالة الحضرية لطنجة أن تتعامل بجدية مع مختلف التحديات وتحرص على تبسيط الإجراءات وتقديم الدعم اللازم لجماعة اجزناية لتجاوز هذه العقبات. تجدر الإشارة، إلى أن المشاريع المهيكلة التي شهدتها جماعة اكزناية خلال السنتين الأخيرتين، لا سيما تلك التي تم تنزيلها في إطار البرنامج المندمج لتأهيل وتنمية الجماعة، أسهمت إلى تحويلها إلى قطب حضري وعمراني صاعد، حيث أسهمت في تعزيز البنيات التحتية وفي تجويد التخطيط الحضري. غير أن هذه الدينامية التنموية، تبقى فارغة من محتواها، فعلى الرغم من تحسين البنية التحتية والتخطيط الحضري، فإن غياب أرضية لتحقيق النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية في إطار من الاستدامة والتوازن اللازم، يشكل تحديا حقيقيا.