أفشى بن كيران في أخر مهرجناته الخطابية التي احتضنتها قاعة بدر بطنجة، والتي قصدتها حشود "غفيرة" مؤيدة لحزب المصباح، السر الكامن وراء برنامج 90 دقيقة للإقناع الذي لم تبث من خلاله قناة ميدي أن تيفي سوى حلقتين لجمهورها. وكانت القناة قد خصصت الحلقة الأولى لأمين حزب العدالة والتنمية عبد الإله بن كيران، والثانية لحزب التجمع الوطني للأحرار في شخص صلاح الدين مزوار، فيما لم تترك ولا دقيقة للأحزاب الأخرى للإقناع، حيث جاءت فكرة هذا البرنامج نتيجة لرفض وزير المالية مزوار مواجهة عبد الإله بن كيران في "فاصا فاص" وهو البرنامج الذي كان مقررا بثه على ميدي ان تيفي، قبل أن تفشل خطة مدير برامجها والذي كان مراهنا عليه بشكل "كبير" ليتم تغييره ب90 دقيقة للإقناع.
وجاء على لسان أمين حزب العدالة والتنمية أن قناة ميدي أن تيفي اتصلت به تستدعيه لحضور الحلقة التي كانت تعتزم تقديمها، بعد أن يجيبها الطرف الأول بالإيجاب ويواجه طلبها بالرفض من طرف مزوار، بعد أن علم أن خصمه سيكون بنكيران. ليلبي بالمقابل النداء في 90 دقيقة للإقناع.
وفي سياق متصل تحدث الأمين العام لحزب المصباح عن المهرجان الخطابي الأخير، الذي قام به مزوار في إحدى "أفخم" قاعات الدارالبيضاء وهي قاعة "برادايس" (الجنة)، قائلا إن مزوار حاول الإساءة لحزب المصباح في شخص بن كيران منذ بداية الحملة الدعائية، قبل أن تنقل إحدى الصحفيات التي حضرت اللقاء كلام مزوار إلى بن كيران هاتفيا، ليرد الأخير عليه على لسان الصحفية بجملة مفادها، "أنت مهزوز سياسيا" مضيفا أن الصحفية نقلتها بالحرف إلى وزير المالية في تدخل لها قبل أن تواجه بالرفض، والمنع من اتمام كلامها والطرد، وهو التصرف الذي اعتبره بنكيران تصرف لا ديموقراطي من حزب الحمامة في الوقت الراهن.
ولم تفت بن كيران في مهرجانه الخطابي الفرصة ليستغلها في "دعاباته السياسية" التي تختزل أكثر من معنى حينما قال أن الحمامة لا يمكنها جر الجرار والأخذ بيده لصغر حجمها.
وكرد على من عارض فكرة انضمام سمير عبد المولى عمدة مدينة طنجة السابق لحزب العدالة والتنمية، وكل من ياسين أحجام والقاضي حسون، قال بن كيران إن عبد المولى وجد راحته في حزب المصباح، مؤكدا أنه شاب ذو أخلاق "عالية". وعن القاضي حسون أكد بن كيران أنه انضم إلى الحزب بكل ثقة واقتناع، متسائلا ما إذا كانت فاطمة الزهراء المنصوري عمدة مدينة مراكش من مقدسات الدولة؟ ليتم محاسبة القاضي حسون بهذه الطريقة.
ومن ناحية أخرى شبه بن كيران حركة 20 فبراير بالرياح العاتية التي أتت لتخسف بالجرار مبديا في نفس الوقت احترامه لها ولمبادئها التي اعتبرها مشروعة ومعربا عن أسفه لعدم مساندتها والوقوف في صفها خوفا من وقوع ما سماه "بالفتنة" ومؤكدا في حالة ما إذا أصبح وزيرا أول سيكون مضطرا للاستماع لها وتلبية طلباتها.