تتواصل وقائع الحملة الانتخابية ليوم 25 نونبر لتطوي هذا الأسبوع شوطها الأخير ومعه ستزداد صورة المشهد الانتخابي وضوحا وتجليّا ومن المنتظر أن يزداد نسق «الدعاية» خلال اليومين المتبقيين سُرعة وكثافة على اعتبار أنّ العدد الأبرز من القائمات خاصة ذات الإمكانات المالية والمادية المحدودة قد اختارت منذ البداية أن تستجمع قواها المحدودة وتدّخر جهدها إلى المرحلة الأخيرة وذلك لكي تبقى في ذاكرة الناخبين أيّاما قليلة قبل موعد «الاقتراع». وبطنجة لم تخل الساحة الانتخابية هذه الأيّام بل ربّما منذ بداية الحملة من ظاهرة تزداد حدة ألا وهي ظاهرة المد والجزر أو الشد والجذب بين المرشحين والناخبين في علاقة بواقع بدا طريقا سالكة لبعض المرشحين في استمالة أهواء الناخبين والسعي ل«مساومتهم» من أجل التصويت لفائدتهم وقد ابتكر مرشحون طرائق عدّة في ما بات يُعرف في المشهد الانتخابي بشراء الذمم وبيع الأصوات فتمّ توزيع الهدايا و«العطايا» وتمّ تنظيم اللقاءات بالفنادق الفخمة تلك التي تستهوي خاصة النساء والشباب هذا إضافة إلى توزيع الوعود يمنة ويسرة ودون مكيال أو ميزان أو عقلانيّة وموضوعيّة. ومن أطرف ما ابتدعه «المرشحون» ما حدّثنا عنه مواطن طنجاوي من إلزامية أخذ صورة بالهاتف الجوّال لورقة التصويت والاستظهار بها لاحقا لدى «المرشح» لنيل «أجره» وأتعاب التصويت ، وتعكس هذه الوضعية الغريبة أكثر ما تعكس الحالة التي بلغتها العلاقة بين الناخبين والمرشحين من غياب للثقة وعدم اقتناع بالبرامج ورغبة متبادلة في استغلال «ورقة التصويت» للكسب السياسي أو للكسب المالي والمادي. وفي العديد من المناطق بطنجة نقل الناخبون أوضاعهم الاجتماعيّة الصعبة للمرشحين في رد على ما يُلقى على أسماعهم من «وعود» تكاد تكون خيالية في الشغل وتحسين ظروف العيش والمساعدة على الزواج وامتلاك مسكن وما إلى ذلك من الاحتياجات الضروريّة والأساسيّة، ومن أطرف ما حدث في هذا المجال الطلب الّذي تقدّم به ناخب يومين قبل عيد الأضحى في منطقة بني مكادة بقوله «هاتوا كبش العيد ..وخذوا صوتي» !!!. في المقابل يُواصل «كبار» اللاعبين خوض غمار الحملة الانتخابية الموازية في الكواليس والغرف المغلقة ، وبدا واضحا أنّ «كمّا هائلا « من الأحداث و«كمّا هائلا» من الإشاعات والأخبار والأخبار المضادة أصبحت تغزو وبكثافة الساحة السياسيّة صباحا مساء ومنها حتى من «يرد» إلى الأسماع عند ساعة متأخّرة من الليل. إنّها حرب «الإشاعات» بين الأحزاب وحرب المساومة بينهم وبين الناخبين...