يعد شهر رمضان، فضلا عن حمولته الدينية والروحية الكبيرة ، مناسبة فريدة لإحياء بعض التقاليد المغربية الأصيلة، والعمل الاجتماعي التضامني من خلال توزيع كتاب الله عز وجل، وتنظيم عمليات إفطار لفائدة المعوزين، والممارسة الرياضية، وتنظيف المساجد وأماكن دفن الموتى . ويولي المغاربة، المعروفين بكرمهم الحاتمي، أيضا أهمية كبرى للأعمال التي تندرج في إطار الصدقة الجارية، فضلا عن دعوة الأجانب والمسافرين لموائد إفطارهم . وفي هذا الصدد، تقدم العديد من المقاهي والمطاعم على مستوى مختلف مدن المملكة ، وجبات إفطار مجانا لفائدة الأشخاص المعوزين في المجتمع خلال الشهر الفضيل . كما أن شهر رمضان المبارك هو أيضا مناسبة بالنسبة للعديد من الجمعيات المحلية لتنظيم أنشطة ثقافية وأمسيات دينية . أما بالنسبة لعشاق الممارسة الرياضية، فإن الشهر الفضيل هو شهر الأنشطة الرياضية بامتياز ، حيث تنظم بجل أحياء المدن وحتى بعض القرى ، دوريات تغطي كرة القدم ، ورياضات جماعية أخرى . وتساهم الفضاءات الرياضية للقرب ، المتواجدة بالعديد من مدن المملكة ، في توسيع مجال هذه الدوريات الرياضية ، التي يستفيد منها الشباب وحتى الأطفال . ومن أجل التقليل من انعكاسات ارتفاع الحرارة ، الذي تزامنت هذه السنة مع فترة حلول الشهر الفضيل ، يفضل العديد من الأشخاص التوجه للشواطئء لتناول وجبة الإفطار، فيما يفضل آخرون التردد على الغابات لممارسة مختلف الرياضات . وفوق هذا وذاك تمتلئ بيوت الرحمان بالمصلين ، الذين يحرصون على قراءة آيات من كتاب الله عز وجل ، كما يؤدون الصلوات جماعة ، خاصة صلاة العشاء والتراويح . ويشكل الشهر الفضيل أيضا مناسبة فريدة لتعزيز صلة الرحم وزيارة الأهل والأحباب والأصدقاء من أجل تقوية روابط الدم والعلاقات الاجتماعية ، ويعد هذا الجانب عادة حميدة يحرص كل المغاربة عليها ليس خلال شهر رمضان ، ولكن في المناسبات الدينية . وهذه الحركية المهمة التي تطبع الشهر الفضيل لا تستثني طبعا التجار ، حيث يتسع مجال أنشطتهم وترتفع عائداتهم، وهذا الأمر ينطبق أيضا على الذين يسوقون مواد غذائية يتم الإقبال عليها كثيرا خلال رمضان ، منها ” الشباكة ” و” البريوات ” و” المسمن ” و ” السفوف “. أما المقاهي فلها أيضا نصيب مهم من هذه الحركية ، حيث يرتفع عدد زبنائها خاصة خلال فترات الليل ، إذ يقضون فترات بمعية الأصدقاء ، بعد يوم كامل من الصيام والعمل. وبالنسبة للأطفال ، فإن رمضان هو مناسبة لتحفيز وحث هذه الفئة على التعرف على المغازي الروحية والاجتماعية للشهر الفضيل ، مع تشجيعهم على أداء الصلوات والصوم ، خاصة خلال يوم ليلة القدر ، حيث يتم اقتسام لحظات الإفطار والفرح مع الأطفال الذين تمكنوا من الصوم لأول مرة . هذه إذن هي خاصيات الشهر الفضيل ، الذي تنتعش فيه الحياة الروحية والاجتماعية والاقتصادية والرياضية والصحية. *و م ع