بحلول شهر رمضان المبارك، تعود المنافسة لتحتدم بين القنوات الوطنية لتقديم أفضل الإنتاجات وتحقيق أكبر نسب للمشاهدة، ويثار معها الجدل بشأن جودة هذه الإنتاجات ومدى مساهمتها في تكريس عادات استهلاكية دخيلة. ويبرز هذا الإقبال جليا من خلال نسب قياس المشاهدة خلال الشهر الفضيل، حيث تفيد الأرقام الخاصة بالفترة ما بين 27 ماي وفاتح يونيو (الأيام الستة الأولى من رمضان)، بأن حصة مشاهدة الفرد للقنوات المغربية بلغت أربع ساعات و45 دقيقة، من الثالثة صباحا إلى الساعة 27 (الثالثة من صباح اليوم الموالي). مقابل 3 ساعات و30 دقيقة في الفترة ما بين 17 و23 ماي المنصرم، بارتفاع بمعدل ساعة و15 دقيقة، أي خمسة أيام قبل شهر رمضان. وأشارت هذه الأرقام الصادرة عن مؤسسة (ماروك ميتري)، المتخصصة في قياس نسب المشاهدة، إلى أن القناة الثانية (دوزيم) استحوذت على 64 في المائة من نسبة المشاهدة وقت الذروة (بين الساعة السابعة و35 والتاسعة و35 دقيقة مساء)، من بين القنوات التسع الوطنية موضوع قياس المشاهدة، ثم باقي القنوات التي تشمل ازيد من مائة قناة بحصة 23,9 في المائة، تليها القناة الاولى بنسبة 7,6 في المائة، ثم القناة المغربية ب2,3 في المائة، و2,2 في المائة لباقي قنوات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة. وأضافت أن القناة الثانية تصدرت أيضا حصة المشاهدة بالنسبة لمجموع اليوم (يقاس من الساعة 3 صباحا إلى الساعة 27) بنسبة 6 ,47 في المائة، تليها باقي القنوات ب2, 39 في المائة، ثم القناة الاولى ب7,0 في المائة, و7, 3 في المائة للمغربية، و6, 2 في المائة لباقي قنوات الشركة الوطنية للاذاعة والتلفزة. ويرى مهدي عامري، الأستاذ الباحث في الإعلام والاتصالن أن هذا الاقبال مرتبط بثقافة استهلاكية تسيطر على العادات اليومية للمغاربة خلال شهر رمضان، قياسا بالعادات الاستهلاكية الرائجة الأخرى، والتي تؤكدها ارقام المندوبية السامية للتخطيط والجهات المختصة. وأضاف الأستاذ عامري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا الإقبال يعزى أيضا إلى عرض معظم هذه البرامج في أوقات الذروة حيت تجتمع الأسر حول موائد الإفطار، واعتقادها بانها تدعم المنتوج التلفزيوني الوطني، على الرغم من أن الفرصة متاحة لمتابعة برامج أخرى على قنوات أجنبية والانتقال الى مضامين اخرى اكثر جودة واحترافية، وهو ما قد يكرس ثقافة للاستهلاك السلبي والتقليد في العادات. وعلى الرغم من الانتقادات التي تلاقيها هذه الانتاجات، ابرز المتحدث ذاته، ان احتدام التنافس بين القنوات ومحاولة استقطاب المشاهد وبيع المضامين التلفزيونية، بغرض الاستفادة من الاقبال المتزايد في هذه الفترة من السنة، يساهم في تعزيز الاقبال عليها، لا سيما مع الشعبية المتزايدة وحتى الجدل الذي تخلقه بعض المحتويات كبرامج الكاميرا الخفية على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث باتت شعبية الانتاج تقاس بعدد المشاركات والتصفح. واشار الى ان لهذه البرامج بعد سوسيولوجي كونها تخلق فضاءات للنقاش، كما تساهم في تكوين الذوق العام وبناء الهوية من خلال طقوس المشاهدة الرمضانية بواسطة المضامين والطرق الفنية، خاصة تلك التي تعيد انتاج بعض الافكار النمطية، وتتوحه الى فئات عريضة من المجتمع. وتؤكد معطيات (ماروك ميتري) الخاصة بالفترة ذاتها، استحواذ البرامج الوطنية على نصيب الاسد من حصة المتابعة، حيث تصدر برنامج الكاميرا الخفية “مشيتي فيها 2” قائمة حصص المشاهدة بنسبة 4, 77 في المائة، بعدد مشاهدين بلغ، يوم الخميس فاتح يونيو، 11 مليونا و233 ألف، تليه سلسلة “الخاوة” ب10 ملايين و400 ألف مشاهد بحصة مشاهدة بلغت 7, 70 في المائة، ثم مسلسل “سامحيني” (ثمانية ملايين و189 ألف مشاهد وحصة مشاهدة 6, 69 في المائة)، وبرنامج “باش تعرف راسك” حلقة يوم 31 ماي الماضي ب(6 ملايين و814 ألف مشاهدة بحصة مشاهدة 6, 52 في المائة)، يليه “سر المرجان 2” حلقة يوم السبت 27 ماي الماضي ب(6 ملايين و446 ألف مشاهد بحصة مشاهدة 3, 56 في المائة). وبالنسبة للبرامج الخمس المتصدرة بالقناة الأولى، حسب نفس المعطيات، فقد استقطب برنامج “الآنسة فريدة” حلقة يوم 31 ماي مليونين و198 ألف مشاهد بحصة مشاهدة بلغت 6, 23 في المائة، يليه “دار الغزلان” حلقة يوم فاتح يونيو بمليون و798 ألف مشاهد وبحصة مشاهدة بلغت 8, 13 في المائة، و”النشرة الجوية” ليوم 27 ماي بمليون مليون و724 ألف مشاهدة وحصة مشاهدة بلغت 4, 17 في المائة، ثم “لالة لعروسة” بمليون و563 ألف مشاهدة وحصة مشاهدة بلغت 1, 16 في المائة، والأخبار باللغة العربية ليوم 27 ماي ب مليون و431 ألف مشاهدة وحصة مشاهدة وصلت الى 7, 13 في المائة. ومع تزايد الاقبال على الانتاجات الوطنية في هذا الشهر الفضيل، يبقى التحدي مرتبطا بالاساس بتقديم عرضي تنافسي يرتقي بالذوق العام يرقى الى انتظارات شرائح واسعة من الجمهور المشاهد. *و م ع